من ضحية سطو إلى بطل إعلان.. كيف حوّل بيرني إكليستون محنته إلى ضربة تسويقية ذكية؟
عادت قصة بيرني إكليستون المثيرة إلى الواجهة بعد أن أعاد المستشار السابق مايكل آر. باين سرد تفاصيلها في كتابه الجديد "Fast Tracks and Dark Deals". الكتاب يروي كيف استطاع الرئيس السابق للفورمولا 1 تحويل حادث سطو عنيف تعرض له في لندن عام 2010 إلى حملة تسويقية جريئة لشركة الساعات الفاخرة هوبلو.
الإعلان الذي ظهر فيه إكليستون بوجه متورم وعين سوداء حمل شعارًا لافتًا: "انظر ماذا يمكن أن يفعل الناس من أجل ساعة هوبلو". هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا بين من اعتبرها غير حساسة وبين من رأى فيها درسًا في استغلال الأزمات وتحويلها إلى فرص تسويقية.
تفاصيل حادث السطو على بيرني إكليستون
الواقعة تعود إلى نوفمبر 2010، حين كان بيرني إكليستون، البالغ آنذاك 80 عامًا، برفقة صديقته البرازيلية فابيانا فلوسي في منطقة نايتسبريدج بوسط لندن. أربعة مهاجمين انهالوا عليه بالركل واللكم قبل أن يفروا بمجوهرات وساعة فاخرة من علامة هوبلو بلغت قيمتها نحو 200 ألف جنيه إسترليني، إضافة إلى ساعة بقيمة 11 ألف جنيه إسترليني.
ورغم قسوة الحادث، فإن رد فعل إكليستون كان غير تقليدي، إذ استغل إصاباته ليحوّلها إلى وسيلة دعائية عززت مكانة العلامة التجارية في السوق، وأصبحت مثالًا على كيفية تحويل الأزمات الشخصية إلى نجاح تسويقي عالمي.
بعد أيام قليلة من الحادث، ظهر إعلان كامل الصفحة في صحيفة فايننشال تايمز يظهر فيه بيرني إكليستون بوجه متورم وعين سوداء، مع شعار دعائي جريء: "انظر ماذا يمكن أن يفعل الناس من أجل ساعة هوبلو".
الإعلان لاقى اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام والجمهور، لكنه أثار انتقادات من جهات مثل منظمة "Victim Support" التي اعتبرت أن إكليستون "يستخف بالجريمة". ومع ذلك، فقد نجحت الحملة في تحقيق صدى كبير، وأصبحت علامة فارقة في تاريخ التسويق لساعات هوبلو، حيث ساهمت في تعزيز مبيعاتها وترسيخ صورتها كعلامة تجارية جريئة لا تخشى إثارة الجدل.
إرث بيرني إكليستون في الفورمولا 1
لاحقًا، تم القبض على المهاجمين الأربعة وحُكم عليهم بالسجن لفترات بلغ مجموعها 53 عامًا، بينما استمر إكليستون في مسيرته كرجل أعمال لا يرى في الأزمات سوى فرص جديدة. بيرني، الذي أسس مجموعة الفورمولا 1 عام 1987 وظل يدير الحقوق التجارية حتى بيعها لشركة "ليبرتي ميديا" عام 2017، اشتهر بقراراته الجريئة وقدرته على استغلال المواقف لصالحه.
واليوم، مع بلوغه 95 عامًا، يبقى اسمه مرتبطًا ليس فقط بتاريخ الفورمولا 1، بل أيضًا بإحدى أكثر الحملات التسويقية إثارة للجدل في عالم الساعات الفاخرة، حيث تحولت إصاباته إلى إعلان دعائي ناجح عزز مبيعات هوبلو ورسخ صورتها كعلامة جريئة.
