الكواليس تنكشف.. تسريب يرصد خريطة قادة مايكروسوفت في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي
كشفت وثائق داخلية مسرّبة عن الهيكل التنظيمي لشركة مايكروسوفت، حيث يظهر الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا محاطاً بـ16 مديراً مباشراً يشكلون فريق القيادة العليا للشركة. هذه الخطوة تأتي في وقت يُعتبر التحول نحو الذكاء الاصطناعي أحد أهم المراحل في تاريخ الشركة الممتد على مدار نصف قرن.
الوثائق أوضحت أن ناديلا أعاد ترتيب المناصب والمهام خلال العام الماضي بهدف تعزيز قدرة مايكروسوفت على المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وهو ما يعكس إدراكه لأهمية المرحلة الحالية في إعادة تشكيل مستقبل الشركة.
من بين أبرز الأسماء يظهر براد سميث، نائب الرئيس ورئيس الشركة، الذي يُعتبر الوجه الأبرز لمايكروسوفت في القضايا العامة والسياسات التقنية. سميث اكتسب سمعة بأنه "رجل الدولة في صناعة التكنولوجيا"، وأصبح من أكثر الأصوات تأثيراً في ملفات مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، خصوصية البيانات، وحقوق الإنسان.
يقود سميث فريق الشؤون القانونية والعلاقات الحكومية المعروف باسم "CELA"، وهو المسؤول عن التعامل مع القوانين والتنظيمات، إضافة إلى إدارة سمعة الشركة في الأسواق العالمية. دوره يُعد محورياً في المرحلة الحالية، حيث تواجه مايكروسوفت تحديات تنظيمية وجيوسياسية مرتبطة بتوسيع حضورها في خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي.
كيفن سكوت واستراتيجية الذكاء الاصطناعي
إلى جانب سميث، يُعتبر كيفن سكوت أحد أهم العقول التي تقود توجه مايكروسوفت في الذكاء الاصطناعي. يشغل سكوت منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ونائب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي والبحث.
منذ تعيينه في 2017، بدأ بتحديد الاستراتيجية التقنية طويلة المدى للشركة. وفي العام التالي، ركّز جهوده على الذكاء الاصطناعي، وكان وراء صفقة الاستثمار الأولى في شركة أوبن إيه آي، التي تحولت لاحقاً إلى واحدة من أهم الشراكات في صناعة التكنولوجيا. هذه الخطوة عززت مكانة مايكروسوفت كلاعب رئيسي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها التجارية، وأظهرت كيف أن دور سكوت أصبح محورياً في رسم مستقبل الشركة.
الهيكل التنظيمي المسرّب يوضح أن ناديلا يعتمد على فريق متنوع من التنفيذيين يجمع بين الخبرة القانونية، التقنية، والسياسية لضمان نجاح استراتيجية الشركة. فبينما يتولى سميث إدارة المخاطر القانونية والتنظيمية، يقود سكوت الابتكار التقني، ويعمل باقي الفريق على دعم التحول الشامل نحو الذكاء الاصطناعي. هذه التغييرات تعكس إدراك مايكروسوفت أن المنافسة في هذا المجال لا تقتصر على تطوير التكنولوجيا فقط، بل تشمل أيضاً إدارة العلاقات مع الحكومات، حماية البيانات، وضمان استدامة السمعة العالمية للشركة.
