أكبر مؤلف في العالم يواصل الكتابة في عمر 105 ليكشف أسرار حياته الطويلة
كشف الفيلسوف الكوري الجنوبي كيم هيونغ-سوك، البالغ من العمر 105 أعوام، عن نظريته في سر الحياة الطويلة والهادفة.
الأستاذ في جامعة "يونسي" أوضح أن السر يكمن في الابتعاد عن الغضب والعيش بسلام داخلي، مشددًا على أن الحفاظ على قلب شاب وإيمان راسخ والعيش دون يأس، هي العوامل الأساسية في مواجهة تحديات الحياة.
كيم الذي وُلد عام 1920 تحت الحكم الاستعماري الياباني، عاش الحروب والانقسامات والديكتاتورية والتحولات السريعة في بلاده، لكنه ظل حاضرًا في المشهد الفكري، محاضرًا وكاتبًا ومؤلفًا حتى يومنا هذا.
مؤلفات الفيلسوف كيم هيونغ-سوك
في عمر 103، كتب كيم كتابه "مائة عام من الحكمة"، الذي منحه اعترافًا عالميًا من موسوعة غينيس كأكبر مؤلف ذكر على قيد الحياة، واليوم، في عمر 105، عاد ليصدر كتابًا جديدًا بعنوان "مائة عام من الإرث"، ليواصل بذلك تحطيم أرقامه القياسية الشخصية.
هذا العمل الجديد يعكس تجربته الممتدة لأكثر من قرن، ويؤكد على أهمية الضمير والصدق والإنسانية في زمن يشهد تحولات جذرية بفعل التكنولوجيا.
ظهوره الأخير في مؤتمر صحفي في سيول أظهره بكامل هدوئه وصفائه الذهني، وهو يتحدث عن حياته الطويلة وتجربته الفريدة.
كيم أوضح أن سر عمره الطويل لا يرتبط بالطب أو الحظ، بل بموقفه النفسي تجاه الحياة، فقد عاش طفولة صعبة، حيث اعتقدت والدته أنه لن يتجاوز العشرين بسبب مرضه، لكنه استطاع بفضل إرادته القوية أن يعيش أطول من كثير من أقرانه.
وأكد أن أصدقاءه الذين تجاوزوا المائة أيضًا اتسموا بصفات مشابهة، مثل عدم التحدث بسوء عن الآخرين، وعدم فقدان السيطرة على الغضب.
وبالنسبة له، الغضب والنقد المستمر علامات على هشاشة عاطفية، بينما يرى أن العقل لا يشيخ أبدًا، وأن الحياة الحقيقية تكمن في تنمية الذات والسماح للقلب بالنمو.
ورغم تقدمه في العمر، يصر كيم على أن الأمل هو القوة الدافعة وراء كل ما يقوم به، وفي كتابه الأخير، شدد على أن الأمل يجب أن يكون حاضرًا لدى الأجيال الجديدة، وأن المستقبل يتطلب التمسك بالقيم الإنسانية في مواجهة التغيرات السريعة.
ويقول في نصه: "زمني يقترب من نهايته، لكن الأمل يزداد قوة لدى الأجيال الشابة، وأملي هو لهم"، وبهذه الكلمات، يواصل الفيلسوف الكوري تقديم رسالته التي تجمع بين الحكمة المكتسبة عبر قرن من الزمن، والرغبة في أن يظل الفكر الإنساني منارة للأجيال القادمة.
