ماسك يحضر عشاء ترامب ومحمد بن سلمان.. هل انتهى الخلاف بين الملياردير والرئيس؟
شهد البيت الأبيض في واشنطن مساء أمس الثلاثاء حدثًا لافتًا تمثل في حضور رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك لعشاء رسمي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في ثاني ظهور علني يجمع الثلاثة.
ويرى مراقبون أن حضور ماسك لهذا اللقاء قد يشير إلى بداية مرحلة من المصالحة بعد التوتر الذي ساد علاقته بالرئيس ترامب خلال الأشهر الماضية، إذ كان قد دعم حملته الانتخابية في العام الماضي وساهم جزئيًا في تمويلها، قبل أن يتولى لاحقًا منصبًا استشاريًا في إدارة الرئيس عبر رئاسته (Department of Government Efficiency – DOGE)، وهي الهيئة المسؤولة عن خفض الإنفاق الحكومي وتقليص الوظائف الفيدرالية.
الخلاف بين ماسك وترامب
لكن العلاقة بين الطرفين لم تدم طويلاً، فسرعان ما دب الخلاف بينهما عندما هاجم ماسك عبر منصاته الاجتماعية مشروع قانون الضرائب والإنفاق الضخم الذي أقرّه ترامب، واصفًا إياه بـ"المتهور ماليًا"، ومعلنًا في الوقت نفسه عزمه على تأسيس حزب سياسي جديد.
ورد ترامب حينها بتهديد صريح بقطع الدعم الفيدرالي الذي تحصل عليه شركات ماسك، ومن بينها "تسلا" وشركة "سبيس إكس"، مؤكّدًا أنه "لن يسمح باستخدام أموال دافعي الضرائب لتحقيق مكاسب شخصية".
وقد تركت تلك المواجهة العلنية أثرًا سلبيًا على صورة "تسلا" في الأسواق، إذ أشار محللون إلى أن مواقف ماسك السياسية المتشددة ساهمت في تراجع مبيعات الشركة وهبوط سعر أسهمها خلال الربع الثاني من عام 2025.
ومنذ ذلك الحين، نادرًا ما ظهر الرجلان معًا في مناسبات عامة.
ويأتي اللقاء في الوقت نفسه الذي يستضيف فيه الرئيس ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض، إلى جانب مناقشة ملفات اقتصادية واستثمارية مشتركة، في ظل سعي المملكة لتوسيع شراكاتها العالمية.
وضم العشاء أيضًا عددًا من الشخصيات البارزة، من بينهم نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال الأمريكيين البارزين وممثلي شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "إنفيديا".
وأثار الظهور المشترك لإيلون ماسك وترامب مجددًا تفاعلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية حول مستقبل العلاقة بين الرجلين في المرحلة المقبلة.
