نسخة نادرة من قصيدة The Tyger للشاعر ويليام بليك في مزاد لندن.. كم سعرها المتوقع؟
في حدث يعد الأبرز في سوق الفن الكلاسيكي خلال عام 2025، أعلنت دار كريستيز تنظيم مزادها "من الأساتذة القدامى إلى العصر الحديث" في الثالث من ديسمبر المقبل بالعاصمة البريطانية لندن، والذي يتضمن نسخة نادرة من قصيدة The Tyger للشاعر والفنان الإنجليزي ويليام بليك (1757–1827).
وتُعد هذه النسخة أندر طبعة معروفة من الديوان الشعري Songs of Experience الصادر عام 1794، إذ أنجزها ويليام بليك باستخدام تقنية الطباعة الملوّنة اليدوية التي ابتكرها بنفسه، ويُقدَّر سعرها ما بين 80 و120 ألف جنيه إسترليني (نحو 105,213 إلى 157,819 دولارًا أمريكيًا).
وتأتي هذه النسخة ضمن الإصدار الأول المكوّن من أربع نسخ فحسب من Songs of Experience، وهي النسخة الوحيدة بين تلك النسخ التي لا تزال في مجموعة خاصة، فيما البقية محفوظة في مؤسسات عامة ومتاحف.
وتمتاز بأنها ليست جزءًا من نسخة مجمّعة، بل صفحة منفردة منقوشة وملوّنة يدويًا لقصيدة The Tyger التي تصدرت أعمال بليك الشعرية والفنية.
أعمال ويليام بليك المطبوعة النادرة
كما تُعرض إلى جانب سبع طبعات محفورة أخرى من الإصدار نفسه، من بينها قصيدتا The Chimney Sweeper وNurse’s Song، تجمعها جميعًا سمة فنية واحدة تتمثل في الأسلوب المعروف بـIlluminated Printing، وهو أسلوب ابتكره بليك يدمج بين الشعر والرسم ضمن لوحة مطبوعة واحدة.
هذه المجموعة الفريدة كانت جزءًا من مقتنيات السير جيفري كينيز، أبرز من جمع أعمال بليك الأكاديمية والفنية في القرن العشرين، وتُعرض للبيع الآن ضمن الفئة التي تحمل اسمه في المزاد (القطع من 148 إلى 155).
أما نسخة The Tyger على وجه الخصوص، فقد كانت في السابق ضمن مجموعة الكاتب البريطاني كينيث غراهام، مؤلف رواية The Wind in the Willows الكلاسيكية، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى مجموعة السير جيفري كينيز، حيث خضعت لعملية ترميم دقيقة ضمن مشروعه التوثيقي لأعمال ويليام بليك.
وتُعتبر قصيدة The Tyger من أشهر قصائد الأدب الإنجليزي العالمي، وتتناول بلغة رمزية فلسفة الخَلق والتناقض بين البراءة والقوة الغامضة للطبيعة. وقدّم بليك في لوحتها المطبوعة تصورًا بصريًا يوازن بين الإيحاء الديني والفني، حيث يظهر النمر صغيرًا وهادئًا في غابة رمزية، بخطوط قليلة وتوزيع لوني مشرق يعكس الجانب التأملي في رؤاه الشعرية.
ويرى موري ماكولي، رئيس قسم المطبوعات الأوروبية في دار كريستيز، أن هذه النسخ تكشف كيف أراد بليك أن تُقرأ قصائده كنصوص فنية مطبوعة لا كمجرد أعمال أدبية، إذ دمج بين التصميمات الزخرفية والخطوط الدقيقة لخلق بعدٍ بصري للنصوص الشعرية، مشيرًا إلى أن صورة النمر فيها تبدو أقرب إلى "تايغر لطيف يشبه شخصية Tigger" منها إلى المفترس الذي يوحي به النص الأدبي.
أسرار الطباعة عند ويليام بليك
تميّز ويليام بليك بابتكاره تقنية Illuminated Printing، وهي أسلوب طباعة ثوري في عصره، ابتكر فيه طريقة فريدة لنقش النصوص الشعرية والرسومات معًا على لوح نحاسي واحد باستخدام الكتابة المعكوسة وطبقة من الورنيش العازل، ثم غمر اللوح في الحمض لتكوين نقش بارز يصلح للطباعة.
وبعد الانتهاء من النقش، كان ويليام بليك يتولى طباعة النسخ بنفسه، ثم يلونها يدويًا بالألوان المائية مستخدمًا فرشاة القش وأصباغًا ممزوجة بالغراء أو الصمغ، مما جعل كل نسخة عملًا فريدًا في درجات ألوانها وتفاصيلها الدقيقة.
ووفقًا لما أوضحته دار كريستيز، فقد توقّف ويليام بليك عن استخدام تقنية الطباعة الملوّنة بعد عام 1794، لتصبح النسخ المنفذة بها مرجعًا فنيًا أساسيًا لدراسة تطور أسلوبه ورؤيته الجمالية، وأحد أندر المطبوعات في تاريخ الفن الغربي.
وتمثل النسخ الثماني المعروضة في المزاد المجموعة الوحيدة التي جرى تفكيكها خلال القرن التاسع عشر، ثم أعيد جمع جزء منها في القرن العشرين على يد الباحث والمقتني السير جيفري كينيز، ما يمنحها قيمة استثنائية لهواة الاقتناء والدراسات الأكاديمية.
وتفتح دار كريستيز أبوابها لعرض الأعمال المشاركة في المزاد ضمن فعاليات "أسبوع الكلاسيكيات" في لندن، خلال الفترة من 27 نوفمبر إلى 2 ديسمبر، وسط توقعات بأن تجذب أعمال بليك اهتمامًا واسعًا من المؤسسات الثقافية وجامعي الفنون حول العالم بفضل قيمتها التاريخية وتفرّدها الفني في السوق العالمي.
