اتبع ثلاثة مبادئ.. نوفاك ديوكوفيتش يكشف سر استمراره في القمة
يواصل نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش كتابة اسمه في تاريخ اللعبة، محققاً الألقاب الواحد تلو الآخر رغم تجاوزه الثامنة والثلاثين من عمره.
فبينما أعلن كل من رافاييل نادال وروجر فيدرر اعتزالهما، لا يزال ديوكوفيتش ينافس بشراسة في بطولات الغراند سلام ويحتفظ بسجله كأكثر لاعب بقاءً في صدارة التصنيف العالمي لرابطة محترفي التنس "ATP" بواقع 428 أسبوعاً.
وخلال حديثه لموقع "بيزنس إنسايدر"، كشف ديوكوفيتش عن الأسباب التي تقف خلف طول مسيرته ونجاحه المستمر في المنافسة مع الجيل الجديد من النجوم أمثال الإسباني كارلوس ألكاراز، والإيطالي يانيك سينر.
أكد ديوكوفيتش أن سر نجاحه يعود إلى التزامه بثلاثة مبادئ رئيسية في نمط حياته، وهي: النظام الغذائي الصحي، وتحسين جودة النوم والتنفس، والعناية بالصحة العاطفية والنفسية.
نظام ديوكوفيتش الغذائي
تحدث ديوكوفيتش مطولاً عن تأثير النظام الغذائي في مسيرته، قائلاً إن التحول نحو الأكل الصحي غيّر كل شيء في بدنِه وأدائه. فقد اكتشف منذ عام 2009 أنه يعاني من حساسية تجاه مادة الغلوتين، ما شكّل صدمة له، خاصة أنه نشأ في عائلة تمتلك مطاعم إيطالية تعتمد في مأكولاتها على المخبوزات والمعكرونة.
بعد الفحوص الطبية، نصحه الأطباء بالتوقف عن تناول الغلوتين وكذلك الامتناع عن السكر ومنتجات الألبان.
ويقول ديوكوفيتش: "خلال ثلاثة أشهر فقط من التوقف عن تناول الغلوتين والألبان والسكر، شعرت بتحسن هائل في طاقتي ولياقتي العامة، ولم أعد للنظام القديم أبداً".
وأضاف أن هذا التغيير ساعده في تحسين عملية التنفس والنوم واستعادة حيويته أثناء المباريات.
وأكد أنه لا يتبع نظامه كقانون صارم، بل كتوازن يناسب جسده، مشيراً إلى أهمية أن يجد كل شخص ما يناسبه من نمط غذائي يحقق له الراحة والطاقة.
قبل تغيير نظامه الغذائي، كان ديوكوفيتش يعاني من مشكلات في الجهاز التنفسي وانسداد في الجيوب الأنفية، ما كان يؤثر على قدرته في التحمل داخل المباريات الكبيرة.
كما كانت اضطرابات النوم تزيد من إرهاقه البدني والنفسي. إلا أن تعديل نظامه الغذائي خفف هذه الأعراض بشكل كبير، إذ لاحظ تحسناً واضحاً في تنفّسه أثناء اللعب ونومه العميق ليلاً، وهو ما انعكس مباشرة على مستوى أدائه في البطولات.
وأوضح ديوكوفيتش أن قدرته على التنفس الجيد أصبحت تعني له الكثير: "عندما تتنفس جيداً، تلعب أفضل وتصبح أكثر تركيزاً واستعداداً ذهنياً، وهو ما يمنحك طاقة مضاعفة أثناء المباريات الطويلة".
ويرى أن تحسين جودة النوم يشكّل المفتاح الرئيسي للتعافي وتجدّد النشاط بعد كل مجهود بدني كبير داخل الملاعب.
يرى ديوكوفيتش أن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن اللياقة البدنية أو النظام الغذائي، ويصف رحلة تطوير وعيه الذاتي بأنها "عملية لا تنتهي".
وقد تعلّم خلال مسيرته أن المشاعر والتجارب الشخصية تنعكس مباشرة على الأداء الرياضي، مشيراً إلى أنه لا يمكن فصل الحياة الخاصة عن الاحتراف في الرياضة. ويؤكد أن الحفاظ على التوازن بين العقل والجسد والروح هو سر النجاح الطويل.
كما يعتمد ديوكوفيتش على التأمل وتمارين اليقظة الذهنية كأدوات فعالة للتخفيف من التوتر النفسي وتحسين التركيز الذهني. ويقول إنه مع مرور السنوات أصبح أكثر نضجاً في التعامل مع الضغط والمنافسة، ما جعله يحافظ على هدوئه وثقته حتى في أصعب المواقف داخل الملعب.
