تقرير صادم: ربع سكان الأرض لم يستخدموا الإنترنت مطلقًا حتى اليوم!
كشف تقرير حديث صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (International Telecommunication Union - ITU) التابع للأمم المتحدة، عن استمرار الفجوة الرقمية رغم توسع شبكات الاتصال عالميًا، إذ أظهر أن أكثر من ربع سكان العالم، أي نحو 2.2 مليار شخص، لم يستخدموا الإنترنت مطلقًا حتى عام 2025.
وأوضح التقرير أن عدد مستخدمي الإنترنت بلغ نحو 6 مليارات شخص حول العالم، بزيادة 200 مليون مستخدم مقارنة بعام 2024، إلا أن هذا التحسّن لم ينعكس على شمول الاتصال الرقمي للجميع.
وبحسب التقرير السنوي "Facts and Figures"، فإن عدد من لم يتصلوا بالإنترنت تراجع بنسبة طفيفة فقط، من 2.3 مليار في عام 2024 إلى 2.2 مليار في عام 2025، رغم أن شبكات الجيل الثالث تغطي اليوم 96% من سكان الأرض.
وأظهر التقرير أن أكثر من 96% من غير المتصلين بالإنترنت يعيشون في دول منخفضة أو متوسطة الدخل، مشيرًا إلى أن محدودية الدخل تمثل أحد أهم أسباب استمرار الفجوة الرقمية.
ففي الدول منخفضة الدخل، التي يقل متوسط الدخل الفردي فيها عن 1,135 دولارًا سنويًا، لا يستخدم الإنترنت سوى 23% من السكان.
كما أبرز التقرير تباينًا واضحًا بين المناطق الجغرافية، حيث تعد أفريقيا الأقل اتصالًا بالإنترنت عالميًا، إذ لم يتصل سوى 36% من سكانها بالشبكة العنكبوتية، تليها الدول العربية بنسبة تغطية تبلغ 70%، ثم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 77%.
بينما لا تتجاوز نسبة غير المستخدمين للإنترنت في أوروبا والأمريكيتين ما بين 8 إلى 12% فقط.
أما في الدول ذات الدخل المرتفع، والتي يتجاوز متوسط الدخل فيها 13,935 دولارًا سنويًا، فتصل نسبة المستخدمين إلى نحو 94%، ما يبرز فجوة رقمية ضخمة تفصل بين العالمين المتقدم والنامي.
أسباب ضعف انتشار الإنترنت
أشار التقرير إلى أن الفجوة الرقمية ليست بين الدول فحسب، بل تمتد داخلها أيضًا، ففي حين يستخدم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا الإنترنت بنسبة 82%، لا تتجاوز النسبة بين عموم السكان 72%.
ويزداد الفارق في المناطق التي تأخرت في تبني الإنترنت مثل أفريقيا، حيث يستخدم نصف الشباب الإنترنت مقارنة بثلث السكان فقط.
كذلك سجّل التقرير تفاوتًا كبيرًا بين المناطق الحضرية والريفية، إذ لم يستخدم نحو 42% من سكان المناطق الريفية الإنترنت مطلقًا، مقابل 15% فقط من سكان المدن.
وحتى في أوروبا، التي تُعد الأكثر اتصالًا، هناك 13% من سكان الأرياف لم يدخلوا الإنترنت أبدًا.
وأوضح التقرير أن هذه الفجوات لا تتعلق فقط بالبنية التحتية، بل تمتد إلى عوامل أخرى كتكلفة الخدمة ومستوى التعليم والمهارات الرقمية.
وبينما تغطي شبكات الجيل الخامس أكثر من نصف العالم (55% من السكان)، فإن نحو 312 مليون شخص ما زالوا محرومين من أي تغطية لشبكات الجيل الثالث على الأقل.
ويشير التقرير إلى أن ارتفاع تكلفة خدمات الإنترنت يمثل أحد أبرز العقبات أمام تحقيق الشمول الرقمي الكامل في الدول النامية، إذ تبقى العقود المخصصة لاستعمال البيانات فقط ميسورة التكلفة في 60% من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، بينما تشكّل الأسعار المرتفعة عبئًا على الفئات ذات الدخل المحدود.
