رغم إصابته بالشلل.. مغامر يعود ليكسر رقماً قطبياً يصعب تصديقه
يستعد المغامر البريطاني دارين إدواردز، البالغ 35 عامًا، لخوض تحدٍ غير مسبوق يتمثل في التزلج لمسافة 222 كيلومترًا عبر القارة القطبية الجنوبية باستخدام زلاجة جلوس صُممت خصيصًا لتناسب إعاقته الجسدية، سعيًا لتحطيم الرقم القياسي العالمي السابق البالغ 111 كيلومترًا.
وفقد إدواردز، وهو متسلق جبال سابق واحتياطي في الجيش البريطاني، قدرته على الحركة من الصدر إلى أسفل إثر سقوطه خلال رحلة تسلق في شمال ويلز في السادس من أغسطس عام 2016، عندما انهارت صخرة تحت قدميه وسقط من ارتفاع نحو 30 مترًا، ما تسبب في كسر عموده الفقري وإصابته بالشلل الدائم.
ورغم إصابته البالغة، رفض إدواردز أن تكون الحادثة نهاية مسيرته، فاختار أن يحول معاناته إلى دافع للإنجاز.
ومنذ تعافيه، تمكن دارين إدواردز من خوض سلسلة من التحديات الرياضية الشاقة التي أثارت إعجاب الأطباء والجمهور على حد سواء.
وقال في تصريحات له إن الحادث غيّر مجرى حياته، لكنه اختار تحويل محنته إلى حافز للإنجاز، موضحًا أن المغامرة أصبحت طريقته لإثبات أن الإعاقة ليست نهاية الطموح، بل بداية لاختبار الإرادة والقدرة على التحدي.
رحلة دارين إدواردز إلى القطب
منذ إصابته، واصل دارين إدواردز تحقيق إنجازات رياضية استثنائية، إذ انضم إلى الفريق الوطني البريطاني لرياضة الكانوي البارالمبي، وهي نسخة مخصصة من سباقات التجديف تُقام للرياضيين من ذوي الإعاقة الحركية وتُبرز قدراتهم في التحكم والتوازن والقوة.
كما كان لإدواردز دور بارز في إطلاق رياضة الغوص الحر التكيفي في المملكة المتحدة، وهي نسخة معدّلة من الغوص الحر تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة خوض تجربة الغوص بأمان عبر تقنيات ومعدات مخصصة تساعدهم على التحكم والتوازن تحت الماء. كما شارك في تأسيس مبادرات مجتمعية تهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة ودمجهم في مختلف الأنشطة الرياضية.
وفي عام 2021، كتب اسمه في سجل الأبطال عندما أصبح أول شخص من ذوي الإعاقة يقطع مسافة 1400 كيلومتر بالتجديف عبر بريطانيا، من نقطة لاندز إند في كورنوال إلى جون أوغروتس في اسكتلندا، وهو إنجاز اعتبره نقطة تحول في مسيرته نحو التحدي الأكبر المتمثل برحلة القطب الجنوبي.
ومن المقرر أن تنطلق رحلة دارين إدواردز إلى القطب الجنوبي الشهر المقبل، بمشاركة فريق من المستكشفين يضم الرحّالة البريطانية لوسي شيبرد، وقائد الكشافة دواين فيلدز، وصانع الأفلام الحائز على جوائز ماثيو بيغار، الذين سيتولون توثيق تفاصيل المغامرة لحظة بلحظة.
وسيخوض الفريق رحلتهم في ظروف مناخية قاسية تتجاوز درجاتها ما دون الصفر، مع ساعات تزلج يومية قد تمتد إلى عشر ساعات متواصلة في بيئة جليدية بالغة الصعوبة.
ويسعى المغامر البريطاني من خلال هذه الرحلة الملحمية إلى جمع نحو 100 ألف جنيه إسترليني (131,653.50 دولارًا) لصالح مؤسسة Wings for Life الخيرية، التي تموّل أبحاث علاج إصابات الحبل الشوكي حول العالم.
ويأمل دارين أن تكون رحلته رسالة أمل لكل من يواجه الإعاقة، ودليلًا على أن الإرادة قادرة على تجاوز أقصى حدود الجسد.
