أزمة تسلق في "منطقة الموت": طوابير خانقة على قمة إيفرست
في مشهد متكرر بات يثير القلق، شهد موسم التسلق السنوي على جبل إيفرست، الذي يمتد عادة من أواخر أبريل حتى نهاية مايو، طوابير طويلة من المتسلقين العالقين في "منطقة الموت" – وهي المنطقة الواقعة على ارتفاع يزيد على 8,000 متر فوق سطح البحر – حيث يتناقص الأوكسجين إلى مستويات حرجة، وتزداد فيها احتمالات التجمّد، وفشل الأعضاء، والوفاة خلال دقائق معدودة.
الازدحام القاتل رغم التكلفة العالية
رغم أن الحصول على تصريح لتسلق جبل إيفرست يتطلب مبالغ تتجاوز 11,000 دولار، ناهيك عن تكاليف المعدات والتدريب، فإن عدد المتسلقين في موسم الذروة (أواخر مايو) بات يتجاوز القدرة الاستيعابية للمسارات المؤدية إلى القمة. هذا التكدس يؤدي إلى تأخيرات تستمر لساعات، وهي فترات قاتلة في بيئة لا ترحم.
"منطقة الموت": مصطلح يستحق اسمه
تُعرف المنطقة التي تقع فوق 8,000 متر في الجبال الشاهقة باسم "منطقة الموت"، لأن جسم الإنسان لا يستطيع النجاة فيها لفترة طويلة دون أكسجين إضافي.
البقاء لأكثر من بضع ساعات في هذه الظروف يعرّض الشخص لخطر الغيبوبة أو الوفاة، خاصةً عند الإرهاق أو الجفاف أو الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
اقرأ أيضًا: بريطاني رقم قياسي بصعوده إلى قمة جبل إيفرست للمرة التاسعة عشرة
دعوات لتنظيم أكثر صرامة
تصاعدت الدعوات إلى فرض قيود أكثر صرامة على عدد التصاريح التي تُمنح سنويًا، إضافة إلى تنظيم حركة التسلق بحسب الجاهزية البدنية والخبرة، لتفادي كوارث محتملة كتلك التي وقعت في أعوام سابقة وأودت بحياة عدد من المتسلقين. ويؤكد خبراء أن إيفرست لم يعد تحديًا فرديًا فحسب، بل معضلة لوجستية تستدعي التدخل التنظيمي العاجل.
