كيف تغذي التمارين الرياضية الدماغ؟ دراسة توضّح
تتزايد الأدلة العلمية التي تُظهر أن فوائد التمارين الرياضية تتجاوز حدود اللياقة البدنية، لتصل إلى تحسين وظائف الدماغ وتعزيز تكوين خلايا عصبية جديدة.
وكشفت دراسة جديدة أن العضلات النشطة أثناء الحركة تُفرز حويصلات خارج الخلية تحمل مواد بيولوجية مؤثرة قادرة على تحسين وظائف الدماغ حتى لدى الأشخاص غير النشطين بدنيًا.
وتعود الفكرة الجوهرية للدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ألبرتا الكندية، إلى اختبار ما إذا كانت الفوائد الدماغية المرتبطة بالرياضة يمكن أن تُنقل من شخص نشيط إلى آخر لا يمارس الرياضة.
وعزل الفريق، للتحقق من ذلك، الحويصلات خارج الخلية من دم أفراد يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا، ثم نقل هذه الحويصلات إلى أفراد غير نشطين لفترة معينة.
تُحفّز الحويصلات خارج الخلية نمو الخلايا العصبية
بعد تطبيق البروتوكول، لاحظ الباحثون ارتفاعًا ملحوظًا في تكوين الخلايا العصبية الجديدة لدى الأفراد غير النشطين الذين تلقوا الحويصلات.
وتركزت هذه الزيادة في منطقة الحُصين، وهي منطقة محورية مرتبطة بالذاكرة والتعلّم، حيث أظهرت التحليلات أن معظم الخلايا الجديدة تحولت إلى خلايا عصبية ناضجة، مما يشير إلى مسار فسيولوجي نشط قادر على تعزيز بنية الدماغ وليس فقط تحفيز نشاطه مؤقتًا.

وتوضح الدراسة أيضًا أن الحويصلات خارج الخلية القادمة من الأجسام النشطة بدنيًا تحمل بروتينات وجزيئات مسؤولة عن دعم تكوين الخلايا العصبية والدفاع ضد الإجهاد التأكسدي.
أمّا الحويصلات المأخوذة من أفراد غير نشطين فلم تُظهر التأثير نفسه، مما يعزز الفرضية بأن التمارين تُعيد برمجة العضلات لإنتاج رسائل بيولوجية مفيدة للدماغ.
اقرأ أيضا: هل يمكن للتمارين الرياضية حماية كبار السن من الأمراض؟
علاج الزهايمر عبر الحويصلات خارج الخلية
وتمتد نتائج الدراسة إلى مجالات أوسع، إذ تُشير مجموعة أبحاث أخرى إلى أن النشاط البدني المستمر يُقلل من تراكم البروتينات المرتبطة باضطرابات الذاكرة، ويُحسّن من عمليات الأيض والوظائف الإدراكية.
وتعمل فرق بحثية حاليًا على دراسة الحويصلات التي تتجه مباشرة نحو الدماغ أثناء التمارين لمعرفة محتواها وتأثيرها على الوعي والذاكرة.
ويُجمع الخبراء على أن تأثير التمارين على الدماغ ليس نتيجة عامل واحد، بل سلسلة متداخلة من التفاعلات تشمل العضلات والأوعية والهرمونات وحتى ميكروبات الأمعاء.
ومع ذلك، يبدو أن الحويصلات خارج الخلية تمثل حلقة مركزية في هذه المنظومة، وربما المفتاح لتطوير علاجات تعتمد على محاكاة تأثير الرياضة دون الحاجة إلى مجهود بدني شاق.
