تجربة تظهر قدرة الذكاء الاصطناعي كلود على مساعدة البشر في التحكم في الروبوتات
قدّم نموذج الذكاء الاصطناعي كلود أداءً لافتًا في تجربة بحثية هدفت إلى معرفة قدرته على مساعدة البشر في التحكم بالروبوتات وتنفيذ مهام عملية في العالم الحقيقي. وجرت التجربة داخل مستودع اختبارات تابع لشركة Anthropic، حيث طُلب من فريقين من الباحثين، لا يمتلك أيٌ منهم خبرة في الروبوتات، تدريب كلب روبوت على جلب كرة شاطئية.
تفاصيل تفوق فريق كلود
قُسّم ثمانية باحثين إلى فريقين: فريق مُزوّد بإمكانية استخدام نموذج كلود، وآخر يعمل بدون أي مساعدة من الذكاء الاصطناعي. ومع بدء الاختبارات، واجه الفريق الثاني صعوبة في إنشاء اتصال بين أجهزتهم والروبوت، فيما تمكن فريق كلود من تجاوز العقبة بسرعة والانتقال مباشرة إلى كتابة التعليمات اللازمة عبر مساعدة الذكاء الاصطناعي.
أظهر الفريق الأول قدرة على التحرك بثقة أكبر داخل المهمة، حيث قدم كلود مقترحات جاهزة للأكواد وطريقة التعامل مع أجهزة الاستشعار، بينما اعتمد الفريق الآخر على المحاولة والخطأ.
مرت التجربة بثلاث مراحل متفاوتة الصعوبة. في المرحلة الأولى اكتفى الفريقان بالتحكم المباشر عبر وحدة التحكم اليدوية بهدف فهم قدرات الروبوت. ولم تُسجّل فروقات تُذكر في هذه الخطوة.
أما المرحلة الثانية فبدأت الفوارق تظهر بوضوح؛ إذ كان على الفرق كتابة برنامج بسيط لتحريك الروبوت دون الاعتماد على وحدة التحكم. هنا تمكن فريق كلود من إنجاز مهمة "جلب الكرة" خلال وقت قصير، بفضل قدرة النموذج على اقتراح حلول برمجية جاهزة وتفسير الأخطاء فور حدوثها.
في المرحلة الثالثة، كان التحدي الأكبر: تطوير برنامج قادر على جعل الروبوت يعثر على الكرة بنفسه ويحضرها دون تدخل بشري.
كلود يختصر وقت تدريب الكلب الروبوت
نجح فريق كلود وحده في تحقيق تقدم واضح نحو هذا الهدف، إذ ساعد الذكاء الاصطناعي الباحثين على تحليل بيانات الكاميرات ودمجها مع تعليمات الحركة. ورغم أن المهمة لم تُنجز بالكامل، فإن الفريق اقترب من إنشاء برنامج فعّال للبحث التلقائي عن الكرة.
اقرأ أيضا: الروبوتات تتخطى الخيال.. XPeng تعرض روبوتها البشري المدهش Iron (فيديو)
تشير بيانات التجربة إلى أن فريق كلود أكمل المهام المطلوبة في نصف الوقت تقريبًا مقارنة بالفريق الآخر، وهو فارق كبير يؤكد قدرة الذكاء الاصطناعي على رفع كفاءة العمل البشري في مهام الروبوتات المعقّدة.
كما لاحظ المشرفون تفاوتًا في الحالة النفسية بين الفريقين؛ إذ بدت علامات الإحباط واضحة على الفريق غير المزود بكلود، بينما كان الفريق الآخر أكثر هدوءًا وتركيزًا، معتمدًا على الذكاء الاصطناعي في تفسير الأعطال وتوليد حلول جديدة.
بحسب الباحثين، تُظهر التجربة أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على لعب دور محوري في تشغيل الروبوتات، وهو تطور قد يفتح الباب أمام مهام أكثر تعقيدًا في المستقبل، حيث يمكن للنماذج المتقدمة مساعدة البشر على التحكم بالأجهزة الميكانيكية، أو حتى العمل بشكل مستقل.
