بعد مسيرة من العطاء.. وارن بافيت يغيّر وجه العمل الخيري
في تحول لافت في مسيرته الخيرية، أعلن المستثمر الأمريكي الشهير وارن بافيت عن تعديل خطته لتوزيع ثروته التي تُقدّر بنحو 150 مليار دولار، مشيرًا إلى أنه يعتزم تسريع وتيرة التبرعات وتمكين أبنائه من إدارة إرثه بينما لا يزالون في ذروة نشاطهم.
وفي رسالة جديدة إلى المساهمين نُشرت يوم الإثنين، كتب بافيت عبارة لافتة قال فيها: “لن تدوم فترة شهر العسل إلى الأبد”. في إشارة إلى إدراكه أن الوقت لم يعد في صالحه، وأنه يرغب في اتخاذ خطوات عملية لتوزيع ثروته للأعمال الخيرية خلال حياته بدلًا من تأجيلها.
وأوضح بافيت أنه جرب في السابق مبادرات خيرية كبرى لم تحقق دائمًا النتائج المرجوة، مؤكدًا أن بعض عمليات نقل الثروات كانت “غير مدروسة” بسبب قرارات عائلية أو مؤسساتية خاطئة أو أداء إداري ضعيف.
خطة وارن بافيت
قرر بافيت هذه المرة توزيع الجزء الأكبر من ثروته المتبقية على ثلاث مؤسسات خيرية يديرها أبناؤه، بحيث يحصل كل منهم على نحو 500 مليون دولار سنويًا لدعم مبادراته الخاصة.
وقد تبرع بالفعل بـ 750 مليون دولار من أسهمه لمؤسسة زوجته الراحلة سوزان طومسون بافيت، التي تقدم منحًا دراسية لطلاب الجامعات في نبراسكا، إضافة إلى 250 مليون دولار لكل من المؤسسات الثلاث التي يديرها أبناؤه: مؤسسة شيروود التي تديرها ابنته سوزي بافيت، وتركز على تحسين جودة الحياة في نبراسكا، ومؤسسة هوارد جي. بافيت التي يشرف عليها ابنه هوارد وتعمل في مجالات الأمن الغذائي ومكافحة الاتجار بالبشر، ومؤسسة نوفو التي يرأسها ابنه بيتر بافيت وتدعم المجتمعات المهمشة تاريخيًا.
اقرأ أيضًا: بعد ثروة 149 مليار دولار.. وارن بافيت يكشف السرّ الذهبي لتكون غنيًا
وقال بافيت إن أبناءه الذين تتراوح أعمارهم بين 67 و72 عامًا يتمتعون بالحكمة والخبرة الكافية لتوجيه ثروته نحو أهداف فعالة، مضيفًا: “إنهم الآن في ذروة عطائهم، ومن الأفضل أن يتولوا هذه المهمة بينما لا يزالون في كامل طاقاتهم.”
استمرار السيطرة على «بيركشاير هاثاواي»
ورغم التحولات الخيرية، أكد بافيت أنه لن يتخلى فورًا عن حصته في شركة بيركشاير هاثاواي، موضحًا أنه سيواصل الاحتفاظ بجزء كبير من أسهم الفئة (A) حتى يتولى خليفته جريج آبل الإدارة الكاملة للشركة.
قرار بافيت الأخير أثار تساؤلات حول مستقبل مبادرة “تعهد العطاء” التي أسسها عام 2010 مع بيل وميليندا غيتس، والتي دعت المليارديرات إلى التبرع بنصف ثرواتهم على الأقل.
ورغم تعهده الشخصي بالتبرع بـ 99% من ثروته خلال حياته أو بعد وفاته، تشير تقارير معهد دراسات السياسات إلى أن عددًا قليلاً فقط من المليارديرات التزموا فعليًا بهذا التعهد.
ومنذ بداية مبادراته الخيرية، قدّم بافيت تبرعات تفوق 60 مليار دولار، معظمها لمؤسسة غيتس، لكنه انسحب من مجلس إدارتها عام 2021 بعد طلاق الزوجين بيل وميليندا، مبررًا ذلك برغبته في تقليص البيروقراطية داخل العمل الخيري.
