ما الذي يحدث في دماغ مشجعي الكرة عند الفوز والخسارة؟
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية أن انتصارات الفرق الرياضية، وتحديدًا في كرة القدم، تُحدث نشاطًا ملحوظًا في مراكز المكافأة داخل الدماغ.
باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي، رصد الباحثون كيف أن فوز الفريق المفضل لدى المشجعين يؤدي إلى اندفاعات عصبية في مناطق الدماغ المرتبطة بالشعور بالمتعة والتحفيز.
هذه الاستجابة العصبية تعكس مدى ارتباط المشجعين العاطفي باللعبة، وتُظهر كيف يمكن للرياضة أن تثير مشاعر قوية تتجاوز مجرد الترفيه.
في المقابل، أظهرت الدراسة أن خسارة الفريق المفضل تؤدي إلى انخفاض واضح في نشاط المناطق المسؤولة عن ضبط النفس والتحكم في الانفعالات. هذا التراجع في الإشارات العصبية قد يفسر حالات الغضب والانفعال الزائد التي تصيب بعض المشجعين بعد الهزيمة.
الباحثون لاحظوا أن هذه الاستجابات لا ترتبط فقط بنتيجة المباراة، بل تتداخل مع مشاعر الانتماء والولاء، مما يجعل تأثير الخسارة أكثر حدة على المستوى العصبي والعاطفي.
تأثير الانتماء الرياضي والتجارب المبكرة على الدماغ
أشارت نتائج الدراسة إلى أن دوائر الدماغ التي تنشط في أثناء متابعة المباريات قد تكون نفسها المسؤولة عن حالات الحماس المفرط أو حتى التطرف في مجالات أخرى، مثل السياسة أو القضايا الاجتماعية.
الولاء الرياضي، بحسب الباحثين، يمكن أن يتجاوز المنطق ويحول المنافسة إلى عاصفة عاطفية، خاصة عندما يترافق مع مشاعر التحدي أو العداء تجاه الفرق المنافسة. هذه النتائج تفتح المجال لفهم أعمق لكيفية تشكل الانتماءات الجماعية وتأثيرها على السلوك الفردي.
تُظهر الدراسة أيضًا أن التجارب المبكرة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد كيفية تفاعل الدماغ مع المنافسة والانتماء. فالأشخاص الذين نشأوا في بيئات تشجع على التعبير العاطفي والانتماء الجماعي قد يطورون استجابات عصبية أكثر حدة تجاه الفوز أو الخسارة.
في حين أن آخرين قد يظهرون توازنًا أكبر في ردود فعلهم. هذه الفروقات تشير إلى أن الحماس الرياضي ليس مجرد حالة مؤقتة، بل هو انعكاس لتكوين عصبي واجتماعي متشابك يبدأ منذ الطفولة.
