الكشف المبكر هو الحل: مرض صامت يهدد الكلى دون أعراض
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة واشنطن أن عدد المصابين بمرض الكلى المزمن حول العالم تجاوز 800 مليون شخص، أي أكثر من ضعف العدد المسجل عام 1990. ويُعد هذا المرض من الحالات الصحية الخطيرة التي تؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلى، وقد يسبب الوفاة إذا لم يُكتشف مبكرًا.
في المملكة المتحدة وحدها، يُعتقد أن المرض يساهم في نحو 45 ألف حالة وفاة سنويًا، بينما أصبح في عام 2023 تاسعَ أبرز سبب للوفاة عالميًا، متجاوزًا أمراضًا مثل السل، ومسببًا نحو 1.5 مليون وفاة.
الدراسة التي اعتمدت على تحليل أكثر من 2000 مجموعة بيانات، أظهرت أن معظم المصابين لا يزالون في المراحل المبكرة، ما يبرز أهمية الفحص المبكر والعلاج الوقائي.الصين والهند سجلتا أعلى عدد من الحالات بـ152 مليونًا و138 مليونًا على التوالي، بينما تجاوز عدد المصابين في دول مثل الولايات المتحدة، اليابان، المكسيك، باكستان، الفلبين، فيتنام، تايلاند وتركيا حاجز 10 ملايين لكل منها.
أسباب مرض الكلى المزمن وإمكانية الوقاية
يرتبط مرض الكلى المزمن بعدة عوامل صحية، أبرزها ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري، السمنة، ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. وتشير التقديرات إلى أن نحو 40% من مرضى السكري معرضون للإصابة بالمرض، نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم، ما يرهق الكلى ويؤدي إلى تلفها.
كما حذر الباحثون من أن بعض العوامل المسببة للمرض يمكن الوقاية منها، مثل انخفاض استهلاك الفواكه والخضراوات، والإفراط في تناول الملح. رُبط المرض أيضًا بالاستخدام طويل الأمد لمسكنات الألم مثل الأسبرين والإيبوبروفين، التي قد تجهد الكلى وتزيد من خطر الالتهابات الداخلية.
الدكتورة لورين ستافورد وصفت المرض بأنه "أزمة صحية عالمية متنامية"، وأكد الدكتور ثيو فوس أن المرض لا يزال يحظى باهتمام سياسي أقل من غيره رغم خطورته.
الكشف المبكر وعلاج مرض الكلى المزمن
نظرًا لأن المرض غالبًا لا تظهر له أعراض إلا في مراحل متقدمة، فإن الكشف المبكر يُعد الوسيلة الأهم للوقاية. تشمل الأعراض التعب، تورم الأطراف، ضيق التنفس، ووجود دم في البول.
وبما أن تلف الكلى لا يمكن عكسه، فإن الوقاية أو الاكتشاف المبكر يظلان السبيل الوحيد للحد من تطور المرض.
رغم عدم وجود علاج شافٍ، يمكن للتدخلات الطبية أن تخفف الأعراض وتبطئ تقدم المرض، من خلال تغييرات في نمط الحياة وأدوية للتحكم في ضغط الدم والكوليسترول.
في الحالات المتقدمة، يحتاج المرضى إلى جلسات غسيل كلوي أو زراعة كلى، وتُعد تكلفة الغسيل الكلوي من أكبر نفقات أنظمة الرعاية الصحية، إذ يُتوقع أن تصل في بريطانيا إلى 13 مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول نهاية العقد.
