قارورة فينيق نادرة تجمع بين الفن والأسطورة وتُباع بسعر مذهل
شهدت دار بونهامز للمزادات في لندن بيع قارورة فينيق نادرة تعود إلى عهد الإمبراطور تشيانلونغ، ضمن مزاد "الفن الصيني الراقي".
القارورة، المعروفة باسم "باويويبينغ"، بيعت بمبلغ 279,800 جنيه إسترليني يعادل تقريبًا 368,500 دولار أمريكي، وقد تميزت بتصميمها الفريد الذي يجمع بين اللونين الأزرق والأحمر الحديدي، مع زخارف دقيقة لطائري فينيق يواجهان بعضهما أسفل لؤلؤة ملتهبة.
تُعد هذه القطعة من أندر نماذج الخزف الإمبراطوري، حيث تتميز بشكلها الكروي المسطح، وقاعدتها البيضاوية، ورقبتها القصيرة المزينة بزخارف "رويي"، إضافة إلى مقابضها المصممة على هيئة رؤوس أفيال. يبلغ ارتفاع القارورة 24.1 سم، وتحمل ختمًا إمبراطوريًا من عهد تشيانلونغ.
القيمة التاريخية لقارورة فينيق من عهد تشيانلونغ
تعود ملكية قارورة فينيق نادرة إلى الدكتور فرديناند فون سوارون (1909–1994)، وهو رجل قانون ألماني عاش في كولونيا قبل أن ينتقل إلى زيورخ، وكان من أبرز جامعي التحف الفنية والأثاث الإنجليزي من القرن الثامن عشر.
تجسد هذه القارورة أرقى مستويات الحرفية في صناعة الخزف خلال عهد تشيانلونغ، حيث تعكس ذوق الإمبراطور الذي كان يفضل التصاميم الراقية المستوحاة من الرموز القديمة.
في الثقافة الصينية، يرمز التنين إلى الإمبراطور، بينما يرمز طائر الفينيق إلى الإمبراطورة، ويُعتقد أن ظهورهما معًا يرمز إلى السلام والازدهار. أما اللؤلؤة الملتهبة، فترمز إلى الحكمة والنور الروحي، وتعكس مكانة الإمبراطور كحاكم مفوض من السماء.
مزادات سابقة لقوارير فينيق نادرة
سبق أن ظهرت نماذج مشابهة من قارورة فينيق نادرة في مزادات عالمية، منها قارورة بزخارف فينيق بمينا وردي بيعت في مزاد كريستيز هونغ كونغ عام 2010، وأخرى بزخارف حمراء من دون ختم بيعت في كريستيز لندن عام 2015.
كما وردت إشارات إلى نسخ مماثلة في مؤلفات مرجعية مثل "مجموعة كنوز متحف القصر: الخزف الأزرق والأحمر تحت الطلاء"، ما يعزز من أهمية هذه القطعة النادرة في السوق العالمية.
يُذكر أن القوانين الأوروبية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يونيو 2025 قد تفرض متطلبات إضافية على استيراد القطع الأثرية، ما يجعل اقتناء مثل هذه التحف أكثر تعقيدًا، لكنه لا يقلل من جاذبيتها لدى جامعي التحف.
