الشرطة الفرنسية تلاحق لصوص اللوفر.. ومراهق أنيق يخطف الأنظار بصورة غامضة (فيديو)
في خضم التحقيقات المكثفة حول سرقة مجوهرات بقيمة 102 مليون دولار من متحف اللوفر في باريس، أظهرت شبكة الإنترنت اهتمامًا كبيرًا بصورة انتشرت بشكل واسع للشاب بيدرو إلياس غارزون ديلفو، الذي ظهر مرتديًا قبعة فيدورا بنية مائلة وسترة كلاسيكية من إيف سان لوران، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأنه محقق قديم ومن طراز مختلف يُحقق في القضية!
ولكن سرعان ما أنكشف الأمر، وقال بيدرو (15 عامًا) إنه لم يفصح عن هويته فورًا لأنه أراد الحفاظ على الغموض الذي أضفى جاذبية على الصورة، معبّرًا عن إعجابه بشخصيات المحققين الكلاسيكية مثل شيرلوك هولمز وهيركيول بوارو، وأن لباسه اليومي يعكس ذوقه الشخصي واهتمامه بالأناقة، حيث يرغب دائماً في الظهور بمظهر أنيق حتى في المدرسة.
ورغم التشويش والشكوك التي صاحبت الصورة، أكد بيدرو أن مظهره لم يكن زيًا لمناسبة خاصة بل أسلوب حياة، وأن فهم الجمهور لكونه شخصية محقق جاء نتيجة أحداث سرقة غير متوقعة، ورؤية لشخصية غير نمطية تحضر في مثل هذه الظروف.
وأثناء زيارته لمتحف اللوفر الذي كان مغلقًا في ذلك اليوم عقب السرقة، لم يكن بيدرو يدرك أن وجوده وسط تحقيق الشرطة سيجعله نجمًا على وسائل التواصل، حيث وصف العدد الكبير من التعليقات والاهتمام الإعلامي بالمذهل، وكان يعاني من صدمة إزاء الانتشار الواسع لصورته.
كانت صورة بيدرو بجانب ضباط الشرطة المتكئين على سيارة فضية وسط موقع الجريمة قبل ساعات قليلة من فرار اللصوص علامة بصرية أثارت فضول الملايين، وأصبح اسمه مرتبطًا بلغز خيالي غير حقيقي، بينما كان مجرد فتى عاشق للموضة يحاول الاختفاء داخل المشهد.
يذكر أن متحف اللوفر في باريس تعرض يوم 19 أكتوبر 2025 لعملية سرقة جريئة، نفذها لصوص متنكرون في هيئة عمال صيانة، تمكنوا خلالها من الاستيلاء على ثماني قطع نادرة من مجوهرات التاج الفرنسي من معرض "أبو بولون" داخل المتحف.
واستغرقت العملية أربع دقائق فقط، نُفذت خلالها السرقة في ساعات العمل العادية وسط الزوار وموظفي المتحف، دون أن يثير اللصوص أي شكوك أثناء تنفيذهم لمخططهم المحكم.
وبحسب التحقيقات الأولية، استخدم أفراد العصابة بطاقات دخول مزيفة ومعدات احترافية للدخول إلى قاعات العرض، قبل أن يفرّوا من المكان تاركين وراءهم حالة من الذهول بين الحراس والزوّار.
وتقدّر قيمة القطع المسروقة بملايين الدولارات لما تحمله من قيمة تاريخية ورمزية مرتبطة بالتراث الفرنسي الملكي.
وتُعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ عام 1998، حين سُرقت لوحة فنية شهيرة تُعرف باسم "طريق سيفر”، ما يعيد إلى الأذهان التساؤلات حول إجراءات الأمن داخل أعرق المتاحف العالمية وأكثرها حراسة.
