العلماء يُطلقون زلازل صغيرة في جبال الألب لفهم كيفية التنبؤ بالكوارث قبل وقوعها.. تفاصيل مثيرة
في خطوة غير مسبوقة في علم الزلازل، أطلق علماء من جامعة زيورخ التقنية (ETH Zurich) زلازل صغيرة عمدًا تحت جبال الألب السويسرية، ضمن مشروع بحثي طموح يُعرف باسم FEAR اختصارًا لـ Fault Activation and Earthquake Rupture.
ورغم أن الفكرة تبدو أشبه بمشهد من فيلم خيال علمي، فإن الغرض منها علمي بحت: فهم السلوك الدقيق للصدوع الزلزالية في اللحظات التي تسبق الانكسار، في محاولة لتحديد العلامات التحذيرية التي قد تُنذر بوقوع زلزال كبير قبل حدوثه.
اقرأ أيضا: خاصية جديدة قد تنقذ الأرواح.. هل يستطيع أندرويد أن يسبق الزلازل حقًا؟
يقول البروفيسور دومينيكو جيارديني، المشرف على المشروع، إن العلماء يعرفون الكثير عن الزلازل بعد وقوعها، لكن القليل جدًا عن المراحل التي تسبقها.
وأضاف لموقع Live Science: "ما نبحث عنه هو العلامات التي تُخبرنا بها الطبيعة قبل أن تتحرك. نحن نُحاول رؤيتها لأول مرة بينما تحدث، وليس بعدها."
زلازل مصطنعة لفهم مسبق للطبيعة
ينفذ الفريق تجاربه داخل نفق عميق كان يُستخدم سابقًا في بناء مشروع سكة حديدية على الحدود السويسرية الإيطالية. هناك، يقوم الباحثون بحقن كميات محدودة من الماء داخل صدوع الصخور لتقليل الاحتكاك بينها وتحفيز حدوث زلازل صغيرة جدًا، لا تتجاوز قوتها درجة واحدة على مقياس ريختر.

وخلال التجارب، تُراقب شبكة هائلة من أجهزة قياس الزلازل ومقاييس التسارع التغيرات في الصخور بدقة ميكروسكوبية، ما يُمكّن العلماء من رصد كيفية تحرك الصدع لحظة الانزلاق.
وقد سجّل الفريق بالفعل مئات الآلاف من الزلازل الدقيقة، بعضها بقوة "صفرية" أو حتى سالبة، ما أتاح لهم إنشاء قاعدة بيانات غير مسبوقة حول كيفية تكوّن الزلازل من بدايتها.
طرق جديدة للتنبؤ بالزلازل المستقبلية
يستعد العلماء حاليًا لمرحلة جديدة من التجارب تشمل حقن الماء الساخن لدراسة تأثير الحرارة على تطور الصدوع، على أن تُجرى تجارب أقوى في مارس المقبل. الهدف النهائي هو بناء نموذج تنبؤي يسمح بتقدير شدة الزلازل المحتملة على خطوط الصدع الحقيقية حول العالم، مثل تلك التي أدت إلى كارثة زلزال تركيا وسوريا عام 2023.
ويقول جيارديني: "إذا استطعنا معرفة الضغوط والظروف الدقيقة التي تُنتج زلزالًا بقوة 7 أو 8 درجات، فربما نتمكن يومًا ما من التنبؤ بها قبل أن تقع فعليًا."
