بعد عامين من التقاعد.. ناسا ترصد مسبار إنسايت على سطح المريخ
رصدت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من خلال مركبتها Mars Reconnaissance Orbiter (MRO)، المسبار (InSight) مستقرًا على سطح المريخ، بعد نحو عامين من انتهاء مهمته رسمياً.
الصورة التي نشرتها ناسا أثارت مشاعر الحنين، إذ أظهرت المسبار مغطى بطبقة رقيقة من الغبار الأحمر، وكأنه يرقد في سلام بعد سنوات من العمل الشاق على الكوكب الأحمر.
مركبة ساهمت في كشف أسرار المريخ
مسبار "إنسايت" كان قد هبط على سطح المريخ في نوفمبر 2018، ضمن خطة لدراسة النشاط الزلزالي وبنية الكوكب الداخلية، واستمرت مهمته حتى ديسمبر 2022.
وخلال هذه الفترة، سجل أكثر من 1,300 زلزال مريخي، من بينها واحد تم تصنيفه بأنه "الزلزال العملاق"، ساعد العلماء في تحليل تركيب باطن الكوكب، واكتشاف أنه لم يكن خامدًا جيولوجيًا كما اعتقدوا سابقًا، كما قام المسبار بقياس تغيرات الطقس اليومية وقدم بيانات مهمة حول نواة المريخ الغنية بالحديد.
Can you spot @NASAInSight?
The retired lander was recently spotted by the Mars Reconnaissance Orbiter. By studying InSight's landing site over time, scientists can see how quickly dust accumulates, which helps estimate the age of other surface disturbances. pic.twitter.com/ZsazACkZSs— NASA Mars (@NASAMars) May 6, 2024
الصورة الجديدة التي التقطتها كاميرا المركبة المدارية تُظهر المسبار وسط سهول "إليسيوم بلانيتيا"، مع بقاء لوحيه الشمسيين في موضعيهما، يشبهان ذراعين مفتوحتين في سكون تام.
اقرأ أيضًا: 11 مليار دولار مقابل حجر.. سر مهمة ناسا المعلقة
اعتمد المسبار "إنسايت" على الطاقة الشمسية، بخلاف المركبات الأخرى العاملة بالطاقة النووية مثل "كوريوسيتي" و"بيرسيفيرانس"، ومع مرور الوقت، تراكم الغبار المريخي على ألواحه الشمسية حتى غطاها بالكامل، مما عطّل قدرته على توليد الطاقة تدريجياً.
ورغم محاولات ناسا المستمرة لإعادة تشغيله، اضطر الفريق في النهاية إلى إعلان انتهاء المهمة برسالة وداع مؤثرة جاء فيها: "تصبحين على خير يا إنسايت".
ورغم توقفه، لا يزال المسبار يؤدي دوراً غير مباشر في دراسة المريخ، إذ يستخدم العلماء صوره لتقدير سرعة تراكم الغبار وتحديد أعمار الظواهر السطحية على الكوكب.
يُشار إلى أن "إنسايت" أصبح اليوم جزءًا من سجل المستكشفين الذين صنعوا تاريخ المريخ، إلى جانب "أبورتيونيتي" الذي أنهى رحلة استكشافية استمرت 15 عامًا.
ومع هذه الصورة الأخيرة، تستحضر ناسا لحظة وداع مؤثرة لمركبةٍ خلّدت اسمها بين من غيّروا نظرتنا إلى الكوكب الأحمر إلى الأبد.
