نخبة الأغنياء تستهلك كوكب الأرض.. تقرير يكشف حجم "الظلم المناخي"
ق
بل أيام من انطلاق مؤتمر المناخ العالمي في مدينة بيليم البرازيلية، كشفت دراسة حديثة لمنظمة "أوكسفام" الدولية عن مستوى صادم من عدم المساواة المناخية، مؤكدة أن نخبة صغيرة من أغنياء العالم تتحمل الجزء الأكبر من الانبعاثات الكربونية التي تهدد الكوكب بأزمة غير مسبوقة.
أضرار الانبعاثات الكربونية
توضح الدراسة، التي جاءت بعنوان "نهب المناخ: كيف تُوقع قلةٌ قويةٌ العالم في كارثة", أن الشخص الواحد من أغنى 0.1% من سكان العالم يُصدر تلوثًا كربونيًا في يوم واحد يعادل ما ينتجه أفقر 50% من سكان الكوكب طوال عام كامل.
وأضاف التقرير أن هذه الفئة الصغيرة تستهلك من "ميزانية الكربون" الآمنة للأرض ما يعادل 183 ضعف المتوسط العالمي، مشيرًا إلى أن ميزانية الكربون العالمية كانت ستنفد في أقل من ثلاثة أسابيع إذا عاش الجميع بنفس نمط حياتهم.
ووفقًا للدراسة، فإن نحو 60% من استثمارات المليارديرات تتركز في قطاعات ملوثة للبيئة مثل النفط والتعدين، وتُنتج استثمارات 308 مليارديرات فقط انبعاثات تفوق ما تصدره 118 دولة مجتمعة.
ويبلغ متوسط انبعاثات الملياردير الواحد نحو 1.9 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل القيام بـ 10 آلاف رحلة جوية خاصة حول العالم.
قال المدير التنفيذي لمنظمة "أوكسفام"، أميتاب بيهار، إن "أزمة المناخ هي في جوهرها أزمة عدم مساواة"، موضحًا أن الأغنياء "يُموّلون تدمير المناخ ويستفيدون من نتائجه، بينما يتحمل الفقراء العواقب القاسية لسلطتهم الاقتصادية والسياسية".
وأشار التقرير إلى أن أغنى 0.1% يصدرون يوميًا نحو 2.2 طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل وزن سيارة أو وحيد قرن، في حين لا يتجاوز استهلاك المواطن الصومالي 82 غرامًا يوميًا فقط.
يحذر التقرير من أن استمرار هذا النمط سيؤدي إلى 1.3 مليون وفاة مرتبطة بالحرارة بنهاية القرن، وخسائر اقتصادية قد تصل إلى 44 تريليون دولار في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2050.
كما دعا إلى فرض ضرائب عادلة على الأثرياء والشركات الملوثة، ووقف نفوذهم السياسي، مؤكدًا أن "العدالة المناخية تبدأ حين تُحمَّل النخب الغنية مسؤولية الأضرار التي تسببت فيها".
