هل يمكن للطعام أن يجعل رائحتك أكثر جاذبية؟ إليك الإجابة العلمية
تشير الأبحاث إلى أن الطعام الذي يجعل رائحتك جذابة لا يقتصر على الفواكه والخضروات فقط، بل يمتد ليشمل الثوم والصيام وحتى الامتناع عن اللحوم، فلكل شخص بصمة عطرية فريدة تتأثر بعوامل مثل الشخصية والمزاج والصحة، لكن النظام الغذائي يظل أحد العوامل القابلة للتحكم والتي تؤثر بشكل مباشر على رائحة الجسم.
ووفقًا للبروفيسور "كريغ روبرتس" من جامعة "ستيرلينغ" الاسكتلندية، فإن الجينات والهرمونات والنظافة تلعب دورًا، لكن الطعام يظل العامل الأكثر تأثيرًا في جاذبية الرائحة.
تؤثر الأطعمة على رائحة الجسم من خلال الجهاز الهضمي والجلد، فالبكتيريا المعوية تُطلق مركبات غازية أثناء الهضم، ما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة.
أما الجلد، فيُفرز مركبات الطعام عبر العرق، الذي يتفاعل مع بكتيريا الجلد ليُنتج رائحة مميزة، والأطعمة الغنية بالكبريت مثل الثوم والبصل والبروكلي تُنتج مركبات قوية تؤثر على رائحة العرق والفم، لكن المفاجأة أن بعض الدراسات وجدت أن رائحة العرق الناتجة عن تناول الثوم تُعد أكثر جاذبية من غيرها، ربما بسبب خصائصه المضادة للأكسدة والبكتيريا.
تأثير النظام الغذائي على رائحة الجسم وجاذبيته
في دراسة أجراها فريق "يان هافليتشيك" ، تم تقييم رائحة 30 رجلًا تناولوا نظامًا غذائيًا نباتيًا وآخر يحتوي على اللحوم، والنتائج كانت مفاجئة، فالرجال الذين امتنعوا عن تناول اللحوم كانت رائحتهم أكثر جاذبية وأقل حدة.
ورغم أن اللحوم تُعد عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي البشري، إلا أن تناولها يوميًا لم يكن شائعًا في العصور القديمة، ما يفسر التغيرات في رائحة الجسم اليوم.
كما أن الفواكه والخضروات تُضفي رائحة زهرية وحلوة على الجسم، خاصة تلك الغنية بمركبات الكاروتينويد مثل الجزر والطماطم والبابايا، وهذه المركبات لا تؤثر فقط على الرائحة، بل تمنح الجلد لونًا أصفر صحيًا، يُعد أكثر جاذبية بصريًا.
في المقابل، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات تُنتج روائح أقل جاذبية، بينما النظام المتوازن الذي يحتوي على القليل من الدهون والبروتينات النباتية يُنتج رائحة أكثر قبولًا.
تأثير القهوة والصيام على رائحة الجسم
يُعد الكافيين الموجود في القهوة والشاي من العوامل المؤثرة على رائحة الجسم، إذ يعمل على تحفيز الغدد العرقية في مناطق مثل الإبطين، مما يؤدي إلى زيادة إفراز العرق وتهيئة بيئة مثالية لنمو البكتيريا، وهي السبب الرئيسي في ظهور الروائح.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي قاطع يربط الكافيين مباشرة بتغير رائحة الجسم، إلا أن تأثيره غير المباشر عبر زيادة التعرق لا يمكن تجاهله.
أما الصيام، فقد كشف عن نتائج غير متوقعة في إحدى الدراسات العلمية، حيث تبين أن رائحة العرق لدى النساء الصائمات كانت أكثر جاذبية مقارنة بغيرهن، رغم أن رائحة الفم كانت أقل قبولًا.
هذا التباين يُسلط الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين النظام الغذائي والرائحة، ويؤكد أن الطعام الذي يجعل رائحتك جذابة لا يخضع لقواعد ثابتة، بل يتأثر بعوامل متعددة، تشمل نوعية الطعام، توقيت تناوله، والحالة الصحية والنفسية للفرد.
