بين التراث والمستقبل: لكزس تعيد تعريف الفخامة بأيقونات مذهلة
منذ أن أطلقت لكزس طرازها الأسطوري LS قبل أكثر من ثلاثة عقود، ارتبط اسمها بمعايير الفخامة الراقية والدقة اليابانية المتناهية.
واليوم، ومع استعداد هذه الأيقونة للتوقّف عن الإنتاج بعد عام 2026، تختار لكزس أن تودّعها بطريقةٍ تليق بتاريخها العريق، كاشفةً عن زوجٍ من النماذج التجريبية التي تُعيد تعريف الفخامة بروحٍ مستقبلية جريئة.
فما بين سيارة SUV تتجاوز فيها الفخامة حدود الأداء، وشاحنةٍ بست عجلات تعيد صياغة مفهوم المساحة والتنقّل، ترسم لكزس ملامح عهدٍ جديد تتلاقى فيه الجرأة مع الابتكار في توازنٍ نادر يجمع بين النقيضين.
Coupe Concept.. حين يتجاوز التصميم حدود الأداء
قد لا تُعرَف هذه السيارة بأرقام أدائها الميكانيكي، وربما لا تتصدّر قوائم السرعة أو القوة في فئتها، لكنّ تفرّدها الحقيقي لا يُقاس بالأرقام، بل يُرى في كل تفصيلةٍ من تصميمها الذي يجسّد فلسفةً هندسية تتجاوز حدود الأداء إلى الإبداع ذاته.
من النظرة الأولى، تشدّك انسيابية الهيكل وتوازن الخطوط الدقيقة التي تنحت حضورًا متفرّدًا على الطريق، وتتجلّى هوية لكزس بوضوح في الشبكة الأمامية الشهيرة ذات الشكل المغزلي، المحاطة بمصابيح نهارية حادّة الزوايا، فيما تستلهم الرفارف الخلفية خطوطها من نموذج Lexus Sport Concept، في مزيجٍ يوازن ببراعة بين الفخامة والروح الرياضية.
مواصفات سيارة Lexus الجديدة
ما إن تنتقل العين إلى المقصورة الداخلية، حتى يتواصل هذا الحوار بين الجمال والابتكار، إذ يمتدّ السقف الزجاجي الواسع ليمنح الركاب إحساسًا بالانفتاح والرحابة، فيما تُضفي الطائرة الدرون المدمجة لمسةً مستقبلية فريدة، قادرةً على توثيق الرحلة من زاويةٍ لم يَعْهَدْها السائق من قبل.
ولا تتوقّف العناية عند هذا الحد، فلكزس أولَت اهتمامًا دقيقًا بتجربة الركّاب في الصف الثاني، عبر شاشتين خلف مقعدَي السائق والراكب الأمامي تتيحان تحكّمًا متقدّمًا في أنظمة الترفيه والمعلومات، فيما جاءت الشاشة الأمامية المخصّصة للراكب بتصميمٍ ذكي قابلٍ للطيّ داخل لوحة القيادة أو السحب للخارج.
ثم يأتي الجزء الخلفي ليُكمِل المشهد بتفاصيل غير تقليدية، إذ أُعيد ابتكار مساحة التخزين بحيث يمكن فتح اللوح السفلي لينزلق منه منصّة تحميلٍ متحرّكة، تُضيف بُعدًا عمليًا جديدًا إلى الاستخدام اليومي، من دون أن تنتقص من الطابع الفاخر للمركبة.
حتى العجلات، جاءت كتوقيعٍ فني أخير، إذ يجتمع فيها البرونزي اللامع مع الأسطح المعتمة التي تُخفي جزءًا من الأضلاع المعدنية، لتُقدّم مشهدًا بصريًا يفيض بالجرأة والتفرّد.
في عالم السيارات، قد يكون الأداء هو ما يجذب الأنظار، لكن التصميم هو ما يترك الأثر، وهذه السيارة، بتفرّدها الجمالي، تذكّرنا أنّ التميّز لا يُختصَر في السرعة أو القوة، بل في القدرة على الجمع بين الفن والهندسة في قالبٍ واحد.
شاحنة LS بست عجلات
إن كانت سيارة SUV تعبّر عن الوجه الديناميكي للفخامة المستقبلية لدى لكزس، فإنّ المفهوم الثاني يمضي بخطوةٍ أبعد في التحدّي، فقد قدّمت الشركة نموذجًا تجريبيًا جديدًا من طراز LS، ولكن بروحٍ مختلفة كليًا.
بدلًا من الاعتماد على تصميم السيدان التقليدي، قرّرت لكزس مضاعفة طابعها المهيب بإضافة محورٍ ثالث، لتتحوّل إلى شاحنةٍ بست عجلات تُجسّد رؤيةً مستقبليةً تتجاوز حدود المألوف.
تحوّلٌ لا يقف عند حدود الهندسة، بل يمتدّ إلى فلسفةٍ تصميمية تُترجم الرفاهية إلى تجربةٍ حسّية متكاملة تُشعِرك بأنّ المركبة عالمٌ قائمٌ بذاته.
من هذا المنطلق، أصبحت المقصورة الداخلية أكثر رحابةً وجرأةً من أي وقتٍ مضى، لتُقدّم بيئةً متنقّلة تجمع بين الراحة، التقنية، والإحساس بالاتساع في كل تفصيل.
عند فتح الأبواب الجانبية المنزلقة، ينكشف مشهدٌ يوازي روعة التصميم الخارجي، مقصورةٌ فسيحة يغمرها الضوء الطبيعي بفضل سقفَيْن زجاجيَّيْن بانوراميَّيْن يمتدّان على طول الهيكل، فيما تحيط الأركان ستائرُ مصنوعةٌ يدويًا من الخيزران، تُضيف لمسةَ دفءٍ تُحقّق توازنًا بين التقنية والطبيعة.
في الأمام، تُبرز المقاعد الأمامية جرأة التصميم بزجاجٍ مائلٍ بشدّة نحو الأمام، مع إمكانية الدوران للخلف لتتحوّل المقصورة إلى صالونٍ متكامل للحوار والاسترخاء.
أمّا القيادة فتتمّ عبر مقودٍ على شكل حرف "Y" يمنح تحكّمًا دقيقًا ومشهدًا مستقبليًا مدهشًا، فيما تُعرَض بيانات القيادة والترفيه على شاشتين كبيرتين متراكبتين، تُحيطان السائق بعالمٍ رقمي متكامل يجمع بين الفخامة والوظيفة.
وفي خلفية هذا المشهد التقني، تتوحّد المنظومة الرقمية ضمن بنيةٍ إلكترونية جديدة تمهّد لاعتمادها في الجيل المقبل من السيارات الإنتاجية.
كل تفصيلةٍ في هذا النموذج، من الخطوط الخارجية إلى تفاعل الشاشات الداخلية، تعكس فلسفةَ تصميمٍ تُلخّص معنى الفخامة الحديثة.
