ثماني ساعات على الموج.. ماكسميليان نويبوك يدخل موسوعة غينيس
في مغامرة فريدة تجمع بين الصمود والمهارة، تمكن المتزلج النمساوي ماكسميليان نويبوك من دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، بعد أن أمضى أكثر من ثماني ساعات متواصلة فوق لوح التزلج، متفوقًا على الرقم السابق المسجّل باسم البانمي غاري سافيدرا الذي تمكن من ركوب الموج لمدة تقارب أربع ساعات فقط.
أطول مدة ركوب موجة في العالم
الإنجاز تحقق في مدينة إيبينزي النمساوية على موجة «ذا ريفر ويف» الاصطناعية، التي تعتمد على تدفق الأنهار القادمة من جبال الألب لإنشاء موجة ثابتة صالحة للتزلج طوال العام. ورغم برودة الطقس وسرعة التيارات، تمكن نويبوك من البقاء على الموجة لمدة 8 ساعات و5 دقائق و44 ثانية، محطماً الرقم القياسي السابق بفارق كبير.
المغامرة جرت بدعم من شركة «ريد بول» في النمسا، وبدأت مع ساعات الصباح الأولى بينما كانت أشعة الشمس تتسلل بين قمم الألب المكللة بالثلوج. ورغم انخفاض درجات الحرارة، دخل نويبوك الماء بثقة، وظل يتأرجح على الموجة بثبات نادر، مستخدمًا مهاراته في التحكم والمحافظة على التوازن طوال الساعات الثماني.
واحدة من أكثر اللقطات غرابة وإعجاباً خلال الحدث كانت عندما تناول نويبوك وجبة خفيفة أثناء التزلج، ظهرت في الفيديوهات على شكل وعاء حساء وملعقة، في مشهد غير مألوف أبدًا فوق الألواح المائية. وقد أثبت بذلك أن بإمكانه الجمع بين التحدي الجسدي والراحة الذهنية حتى في أقصى لحظات الإجهاد.
طوال الساعات الطويلة، كان المتزلج يتلقى المشروبات الدافئة من المارة على الضفة، ويستعين بجهاز تدليك عضلات القدمين لتخفيف التشنجات المؤلمة. ورغم التعب، لم يغادر الموجة ولا للحظة واحدة، حتى تجاوز الزمن المطلوب لتحطيم الرقم القياسي.
ومع الساعة الثامنة، قاد لوحه نحو الرصيف، ثم قفز مبتسماً نحو الماء وهو يهتف بانتصاره قبل أن يلتف حوله الجمهور بالتصفيق والتهنئة.
كيف احتفل نويبرك بالرقم القياسي ؟
عقب خروجه من الماء، التفّ حول نويبوك عدد من المشجعين لتهنئته على الإنجاز التاريخي، وقد بدا عليه الإرهاق الممزوج بالسعادة الفائقة. وبعد أن دثر نفسه بمنشفة ورفع قبضته تحية للحاضرين، تم اعتماد محاولته رسميًا كأطول مدة يقضيها رجل في ركوب موجة واحدة على الإطلاق.
هذا الرقم الجديد لا يمثل فقط إنجازًا رياضيًا، بل يرمز أيضًا إلى روح المغامرة التي تميّز الرياضيين النمساويين.
ومع هذا النجاح، أصبح ماكسميليان نويبوك جزءًا من نخبة الأبطال الذين يخلّدهم التاريخ بفضل عزيمتهم وإصرارهم على تجاوز المستحيل.
