هل تلفظ الشعاب المرجانية أنفاسها الأخيرة؟ العلماء يحذرون
دخلت الأرض مرحلة مناخية جديدة غير مسبوقة، بعدما أكّد تقرير نقاط التحول العالمية لعام 2025، الصادر عن جامعة إكستر البريطانية، أن الشعاب المرجانية في المياه الدافئة أصبحت أول نظام بيئي على كوكب الأرض يتجاوز "نقطة التحول" المناخية، ما يعني أنها بلغت مرحلة من الانهيار المنهجي، الذي لا يمكن عكسه بالوسائل الطبيعية المعروفة.
ووفق التقرير، فإن النظم المرجانية التي كانت تُعتبر في السابق أنظمة مرنة قادرة على التعافي بعد موجات الحر البحرية، أصبحت اليوم عاجزة عن استعادة توازنها الحيوي، بسبب الارتفاع المستمر في حرارة المحيطات.
وباتت هذه الشعاب، التي تؤوي نحو ربع الحياة البحرية العالمية، تفقد ألوانها وقدرتها على التكاثر نتيجة تكرار ظواهر التبييض الجماعي بوتيرة غير مسبوقة.
تأثير حرارة المحيطات على الحياة تحت الماء
تُظهر التحليلات أن ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى نحو 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية مطلع العقد الجاري، كان كافيًا لدفع الشعاب المرجانية إلى حافة الانهيار.
ومع وصول الاحترار العالمي حاليًا إلى 1.4 درجة مئوية، باتت موجات الحر البحرية أكثر تواترًا بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، ما أدى إلى طرد الطحالب التكافلية التي تمنح الشعاب طاقتها وألوانها.

ويُحذر التقرير من أنه بحلول عام 2030، ومع تجاوز الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية، قد تتعرض جميع الشعاب المرجانية تقريبًا في المياه الدافئة إلى تبييض متكرر وشديد بما يكفي للتسبب في نفوق جماعي واسع النطاق.
الشعاب المرجانية دخلت مرحلة الانهيار المناخي
رغم الصورة القاتمة، يشير التقرير إلى وجود بؤر محدودة من المرونة في مناطق الشعاب الباردة أو العميقة أو ذات التيارات المتغيرة طبيعيًا، وهذه المناطق قد تُشكّل ملاذًا أخيرًا للتنوع البيولوجي البحري إذا نُفذت سياسات حماية عاجلة وسريعة للحد من الانبعاثات.
اقرأ أيضا: من الشعاب المرجانية إلى أعماق المحيط: تجارب صيد لا تُنسى لليخوت الفاخرة
ويؤكد العلماء أن ما يحدث في الشعاب المرجانية يُمثّل جرس إنذار كوكبيًا، لأن انهيارها سيؤدي إلى تدهور سلاسل غذائية بحرية كاملة، ويُهدد المجتمعات الساحلية المعتمدة عليها، كما يُعدّ هذا الانهيار مؤشرًا على اقتراب أنظمة بيئية أخرى -مثل غابات الأمازون والصفائح الجليدية القطبية- من عتباتها الحرجة.
ويخلص التقرير إلى أن السنوات الخمس المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكان البشرية إبطاء هذه التحولات، أو الدخول في حقبة من التحولات المناخية غير القابلة للعكس، التي تُعيد تشكيل الحياة على الأرض كما نعرفها.
