هل يكون مذنب 3I/ATLAS مركبة فضائية متخفية؟ ناسا تحقق في السر!
بدأت وكالة الفضاء الأميركية ناسا (NASA) تنسيق عملية مراقبة علمية مكثفة بالتعاون مع شبكة الإنذار الدولية بالكويكبات (International Asteroid Warning Network - IAWN)، لرصد تطورات مذنب غامض يُعرف باسم 3I/ATLAS، بعد ملاحظته يُصدر سبيكة معدنية لم يسبق أن رُصدت في أي جرم سماوي.
المذنب، الذي يوازي حجمه مدينة مانهاتن الأميركية، أدرج ضمن قائمة الأجسام الفضائية التي قد تمثل تهديدًا للأرض، ما استدعى تدشين "حملة مذنبات" عالمية تهدف إلى دراسة تصرفاته غير المألوفة.
وأثار المذنب 3I/ATLAS اهتمام العلماء منذ اكتشافه الأول في الأول من يوليو الماضي، بعد رصد انبعاثات غريبة وغير طبيعية صادرة عنه؛ أبرزها ما يُعرف بـ"الذيل العكسي"، وهو نفثة من الجسيمات تتجه نحو الشمس بدلاً من الابتعاد عنها، على خلاف ما يحدث مع معظم المذنبات.
كما لاحظ العلماء انبعاث مادة تحتوي على أربعة غرامات من النيكل في الثانية الواحدة دون أي أثر للحديد، وهو أمر غير مألوف تمامًا في طبيعة المذنبات.
ووفقًا للبروفيسور آفي لوب، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، فإن المادة التي أطلقها المذنب تُعرف باسم نيكل تيتراكاربونيل (Nickel Tetracarbonyl)، وهي سبيكة لم تُعرف إلا في الأوساط الصناعية من صنع الإنسان.
وأوضح لوب في تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك بوست أن هذه الظاهرة قد تشير إلى وجود نشاط تقني غير طبيعي على سطح المذنب، مضيفًا أن التحركات غير الجاذبية التي رُصدت في مساره إلى جانب تسارعه المفاجئ، قد تعني أنه ليس جرمًا طبيعيا بالضرورة.
وعلى نحو لافت، يُتوقع أن يعبر المذنب بالقرب من كواكب المشتري والزهرة والمريخ قبل أن يقترب من مدار الأرض.
هل المذنب 3I/ATLAS مركبة فضائية؟
العالم لوب أشار في مقالة علمية نشرها على مدونته إلى احتمال أن يكون 3I/ATLAS مركبة استطلاع فضائية مرسلة من حضارة ذكية، تهدف إلى جمع معلومات عن النظام الشمسي.
وأوضح أن المذنب يُظهر نمطًا حركيًا يشبه ما تُعرف بـ"المناورة الجاذبية"، وهي عملية تستخدمها المركبات الفضائية لتسريع حركتها أو تعديل مسارها عبر الاستفادة من جاذبية الكواكب أو الشمس، إذ يبدو أن المذنب يقوم بخطوات مماثلة عند اقترابه من الشمس لتغيير سرعته واتجاهه.
من جهة أخرى، أعلنت شبكة IAWN أنها ستطلق حملة علمية رسمية تحت اسم "Comet Campaign"، تمتد من 27 نوفمبر حتى 27 يناير المقبل، لتجربة أساليب جديدة في تحديد مواقع المذنبات وتحسين دقة القياسات الفلكية.
وأوضحت أنها ستعقد ورشة متخصصة لتدريب العلماء على تقنيات القياس الفلكي الدقيقة (Astrometry)، والتي تشمل قياس موقع المذنبات ضمن الأجرام السماوية وتحليل حركتها باستخدام بيانات الانعكاس والزوايا.
اقرأ أيضا: مركبة فضائية توصل شحنات من المدار إلى الأرض في أقل من ساعة
وأكدت الشبكة في بيانها أن الحملة لا تمثل حالة استنفار دفاعي أو استعداد لمواجهة خطر وشيك، بل تأتي ضمن جهود علمية لتطوير أدوات الرصد الفلكي وتعزيز كفاءة المراقبة وتحليل الظواهر الفضائية.
ومع ذلك، أحدث الإعلان تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما منصة X، حيث أبدى العديد من المستخدمين تخوفهم من أن يكون المذنب جسمًا ذا أصل صناعي، خاصة بعد إشارة بعض العلماء إلى أن حركته لا تتوافق مع السلوك الفيزيائي المألوف للمذنبات الطبيعية.
ويتجه المذنب 3I/ATLAS حاليًا إلى نقطة اقترابه القصوى من الشمس قبل أن يختفي عن الأنظار خلال الأيام القادمة.
ويرى لوب أن اقتراب المذنب من الشمس في هذه الفترة يمثل خطوة مهمة ضمن مسار مدروس مسبقًا، إذ يشير إلى إمكانية أن يكون المذنب يغير اتجاهه أو سرعته عبر الاستفادة من قوة الجاذبية الشمسية، ما يعكس سلوكًا يشبه الرحلات الفضائية المخطط لها بدقة.
وأضاف في مدونته أن قطر المذنب قد يصل إلى 28 ميلاً، مما يجعله أحد أكبر الأجرام بين المذنبات المعروفة حتى الآن.
