تُباع بأسعار زهيدة.. ما سر الضمادات على أنوف لاعبي برشلونة؟
بدأ نادي برشلونة بقيادة مدربه الألماني هانز فليك في تطبيق استراتيجية غير تقليدية تهدف إلى تحسين أداء اللاعبين من خلال تحسين قدرتهم على التنفس. فقد لاحظ المتابعون ظهور شرائط لاصقة صغيرة على وأُنُوف عدد من لاعبي الفريق خلال المباريات والتدريبات، في خطوة أثارت الفضول حول سرّها وأثرها في أداء الفريق.
القصة بدأت في مارس الماضي بعد الفوز المثير لبرشلونة على أتلتيكو مدريد بنتيجة 4-2، حين رصدت الكاميرات وجود شرائط أنفية لى وجوه لاعبين مثل لامين يامال ورافينيا. لم يكن ذلك مجرد صدفة، بل توجيهًا مباشرًا من فليك، الذي جعل استخدام هذه الضمادات جزءًا من الروتين اليومي داخل معسكر برشلونة. الهدف منها: دعم التنفس السليم، تحسين جودة النوم، وتسريع عملية الاستشفاء العضلي.
كيف تعمل ضمادات الأنف؟
تُوضع هذه الشرائط الطبية على جسر الأنف، وتحتوي على شريحتين مرنتين ترفعان الممرات الأنفية بلطف، مما يزيد من تدفق الهواء إلى الرئتين. وبهذه الآلية البسيطة، تُساعد اللاعبين على التنفس بسهولة أكبر أثناء المجهود البدني أو النوم، ما يُحسّن تشبع الأكسجين في الدم ويُقلّل من الإرهاق العضلي.
ورغم أن هذه التقنية ليست جديدة في عالم الطب – إذ تُستخدم عادة لعلاج انسداد الأنف أو الشخير – فإن دخولها عالم كرة القدم الحديثة ارتبط بجهود لاعبين عالميين مثل يوسين بولت، وكارلوس ألكاراز، وإيليود كيبتشوجي، الذين أكدوا استفادتهم منها في تحسين الراحة التنفسية أثناء المنافسات.
حتى الآن، لا توجد أدلة علمية حاسمة تؤكد أن الضمادات الأنفية تُحسّن الأداء الرياضي بشكل مباشر، لكن العديد من المختصين يرون أن تأثيرها نفسي وفسيولوجي في آنٍ واحد، إذ تمنح الرياضي شعورًا بالراحة والانفتاح التنفسي، وهو ما ينعكس على صفائه الذهني وتركيزه.
اقرأ أيضا: برشلونة يعيش فرحة ناقصة.. الغياب المؤلم يطارد هجوم الفريق
بالنسبة لهانز فليك، فإن هذه الخطوة ليست سوى تفصيل صغير في منظومة كبرى لإدارة الجهد البشري داخل الفريق. فهو يعتمد على تحليل بيانات التنفس، وجودة النوم، ونسب الأكسجين، لضبط أحمال التدريب وتجنّب الإصابات الناتجة عن الإرهاق. ويُقال إن فليك لا يترك شيئًا للصدفة داخل برشلونة، حتى طريقة تنفس اللاعبين أصبحت جزءًا من خطته نحو القمة.
اللافت أن هذه الشرائط تُباع بأسعار زهيدة نسبيًا، لا تتجاوز 24 جنيهًا إسترلينيًا (أي 30 دولارًا أمريكيًا) للعبوة الواحدة، ما يجعلها خيارًا بسيطًا وفعّالًا مقارنةً بتقنيات الاستشفاء عالية التكلفة التي تعتمدها بعض الأندية الأوروبية.
