تركيبة دوائية جديدة تقلل خطر الوفاة من سرطان البروستاتا بنسبة 40%
في تطور طبي قد يُغيّر مستقبل علاج سرطان البروستاتا المتقدم، أظهرت تجربة سريرية طويلة الأمد أن العلاج المزدوج باستخدام دواء إنزالوتاميد (Xtandi) مع ليوبروليد يُخفض خطر الوفاة بنسبة 40% على مدى ثماني سنوات مقارنة بالعلاج الأحادي.
قاد الدراسة الدكتور ستيفن فريدلاند، أستاذ جراحة المسالك البولية في مركز سيدارز-سيناي الطبي بلوس أنجلوس، الذي أكد أن هذا التقدّم "يُحوّل سرطان البروستاتا إلى مرض مزمن يمكن السيطرة عليه، بدلًا من حكمٍ نهائي على الحياة".
اقرأ أيضا: "جين أنجلينا جولي" يزيد خطر سرطان البروستاتا لدى الرجال
وأوضح الدكتور ستيفن فريدلاند أن الرجل البالغ من العمر 70 عامًا، والذي يُعاوده المرض بعد العلاج الأولي، قد يعيش بفضل هذه التركيبة نحو 15 عامًا إضافيًا.
علاج جديد لسرطان البروستاتا
تُعد هذه النتائج، المنشورة في دورية طبية متخصصة في علم الأورام، الأكبر من نوعها منذ عقدين، إذ شملت رجالًا يعانون من الانتكاس البيوكيميائي – أي ارتفاع مستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA) بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي، من دون ظهور أورام في التصوير.

من بين المشاركين الذين تلقّوا العلاج المركب، ظلّ 79% على قيد الحياة بعد ثماني سنوات، مقارنةً بـ73% ممن تلقوا إنزالوتاميد فقط، و70% ممن استخدموا ليوبروليد وحده.
ووفق فريدلاند، “لم يحقق أي علاج سابق نتائج مماثلة في هذه الفئة من المرضى”.
لكن النجاح الطبي لا يخلو من الآثار الجانبية. فالجمع بين الدواءين قد يُسبب الإرهاق، وانخفاض الرغبة الجنسية، وتضخم الثديين، وفقدان الكتلة العضلية.
ويؤكد الدكتور نيل فليشنر من جامعة تورنتو أن “كل دواء بمفرده له آثار جانبية، لكن الدمج بينهما يجعلها أكثر وضوحًا”، داعيًا إلى مناقشة القرار بعناية مع الطبيب المعالج.
ويُعتبر معدل مضاعفة PSA أحد أهم المؤشرات لتحديد مدى الحاجة إلى العلاج المركب. فإذا كان ارتفاع PSA بطيئًا، قد يكون العلاج الهرموني وحده كافيًا.
أما المرضى الذين يُظهرون تسارعًا في ارتفاع PSA أو لديهم أورام عدوانية، فهم الأكثر استفادة من العلاج المزدوج.
خطر الوفاة من سرطان البروستاتا
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تُكرّس العلاج المركب كـ"معيار جديد للرعاية" في حالات الانتكاس المتقدمة.
ومع ذلك، يشدد الأطباء على أهمية التوازن بين الفائدة والآثار الجانبية، وضرورة تخصيص القرار بناءً على عمر المريض وحالته الصحية العامة.
ويختم فريدلاند بالقول: “بالنسبة لكثير من الرجال، هذه ليست نهاية الطريق مع سرطان البروستاتا، بل بداية مرحلة جديدة من التعايش طويل الأمد مع المرض بفضل التطور الدوائي.”
