دراسة جديدة تكشف: الجسم لا يحتفظ بالطاقة رغم النشاط البدني المكثف
كشفت دراسة بحثية حديثة نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences عن نتائج مهمة فيما يتعلق بكيفية استهلاك الجسم للطاقة.
كيفية استهلاك الجسم للطاقة
وجد باحثون من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا (Virginia Tech)، بالتعاون مع جامعتي أبردين وشنغهاي، أن النشاط البدني يزيد من إجمالي الطاقة التي نستهلكها يوميًا - أي يزيد من حرق السعرات الحرارية دون أن يدفع الجسم إلى الحفاظ على الطاقة أو إعادة توزيعها من وظائف أخرى.
تعد هذه النتيجة ذات أهمية قصوى، خاصة وأن الفوائد الصحية لزيادة النشاط البدني موثقة جيدًا، لكن الأبحاث حول تأثير التمارين الرياضية على "ميزانية الطاقة" للشخص، أو توزيع الطاقة على وظائف الجسم المختلفة، كانت قليلة.
اقرأ أيضا: إنجاز طبي غير مسبوق: كبد خنزير معدل يعمل في جسم إنسان لـ38 يومًا
كان يُعتقد أن ميزانية الطاقة تعمل بإحدى طريقتين: إما كنظام ثابت يُعاد فيه توزيع الطاقة من وظائف أخرى لتغطية تكلفة الحركة، أو كنظام مرن وقائم على العمولة يسمح بزيادة إجمالي إنفاق الطاقة، وهو ما يُعرف بالنموذج الجمعي.
وأراد الفريق البحثي تحديد النموذج الأنسب لتفسير كيفية تغير ميزانية الطاقة فعليًا عبر مستويات مختلفة من النشاط البدني.
وللقيام بذلك، قام الباحثون بتقييم إجمالي إنفاق الطاقة، أو إجمالي حرق السعرات الحرارية في اليوم، لدى مجموعة واسعة من المشاركين في أنشطة بدنية مختلفة.
كيف يستغل الجسم السعرات الحرارية
و صرح كيفن ديفي (Kevin Davy)، الأستاذ في قسم التغذية البشرية والأغذية والتمارين الرياضية والباحث الرئيسي في الدراسة، بأن: "دراستنا وجدت أن زيادة النشاط البدني ترتبط بزيادة حرق السعرات الحرارية، بغض النظر عن تكوين الجسم، وأن هذه الزيادة لا تُوازَن بتقليل الجسم للطاقة المُنفقة في أنشطة أخرى".
لتحقيق ذلك، طُلب من المشاركين شرب نظائر الأكسجين والهيدروجين، ثم جُمعت عينات البول على مدى أسبوعين.
ويُطرح الأكسجين على شكل ماء وثاني أكسيد الكربون، بينما يُطرح الهيدروجين على شكل ماء فقط و يتناسب الفرق في كمية كل نظير مفقود مع كمية ثاني أكسيد الكربون المُنتجة، وبالتالي مع الطاقة المبذولة.
وجرى قياس النشاط البدني باستخدام مستشعر صغير يُرتدى عند الخصر حيث تفاوتت مستويات النشاط البدني للمشاركين، البالغ عددهم 75 وتتراوح أعمارهم بين 19 و63 عامًا، بشكل كبير، من الجري الخامل إلى الجري عالي التحمل.
بدلاً من توفير الطاقة في منطقة واحدة للتعويض عن السعرات الحرارية المحروقة خلال النشاط البدني، وجدت الدراسة أن الجسم يستمر في العمل بمعدله المعتاد، ما يعني أن إجمالي استهلاك الطاقة يرتفع استجابة مباشرة لزيادة الحركة.
على سبيل المثال، عندما يُحافظ الجسم على وظائفه الأساسية مثل التنفس ودوران الدم وتنظيم درجة الحرارة، تظل كمية الطاقة التي يستهلكها ثابتة هذا يعني أن الجسم لا يعوّض أو "يلغي" بوضوح السعرات الحرارية الزائدة التي يحرقها أثناء النشاط.
وأوضحت كريستين هوارد (Christine Howard)، الباحثة المشاركة الأولى في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا والمؤلفة الرئيسية للمقالة، أن "توازن الطاقة كان عنصرًا أساسيًا في الدراسة لقد درسنا أشخاصًا حصلوا على كمية كافية من الطاقة قد يكون التعويض الظاهري في ظل ظروف قاسية انعكاسًا لنقص الطاقة"
كما وجد البحث صلة واضحة بين زيادة النشاط البدني وقضاء وقت أقل في الجلوس، أي أن الأشخاص الأكثر نشاطًا بدنيًا أقل عرضة لقضاء فترات طويلة من الخمول، وهو عامل إضافي يدعم زيادة حرق السعرات الحرارية.
وعلى الرغم من أن النتائج تؤكد النموذج الجمعي، إلا أن الباحثين قالوا إن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم من وفي أي ظروف قد يحدث تعويض للطاقة.
