أسرار العباقرة.. كيف يُحسن التفكير الإبداعي سرعة تعلمك؟
في دراسة جديدة نشرت في مجلة npj Science of Learning، أظهرت الأبحاث أن التفكير الإبداعي يمكن أن يساعد الطلاب على تذكر المعلومات الجديدة، مثل مفردات اللغة الأجنبية، من خلال تعزيز قدرتهم على تكوين روابط ذهنية جديدة بين الأفكار.
وأوضح الباحثون أن هذه القدرة، التي تُسمى التفكير الترابطي، قد تفسر سبب أداء الأشخاص الذين يتمتعون ب إبداع عالٍ بشكل أفضل في المهام التعليمية.
تُعتبر الروابط الذهنية بين المفاهيم أو الأفكار المتباعدة أحد أبرز سمات التفكير الإبداعي، ويشتبه الباحثون في أن هذه القدرة يمكن أن تساعد الأشخاص في تعلم المعلومات الجديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمهام تتطلب تكوين روابط جديدة مثل ترجمة الكلمات الأجنبية إلى معانيها باللغة الأم.
أثر التفكير الترابطي على التعلم وتذكر المعلومات
في إطار الدراسة، قام الباحثون بإجراء دراستين مع طلاب جامعيين لاختبار العلاقة بين التفكير الترابطي و التعلم.
في الدراسة الأولى، تم منح 146 طالبًا مهمة تعلم لغة تتطلب منهم حفظ أزواج من الكلمات بين الليتوانية والإنجليزية.
بعد 24 ساعة، تم اختبار الطلاب على مدى قدرتهم على تذكر تلك الأزواج.
كما شارك الطلاب في اختبار يقيس التفكير الترابطي، حيث طُلب منهم توليد أفعال مرتبطة بكلمات معينة. مثلاً، إذا كانت الكلمة "بوت"، قد تكون الإجابة الإبداعية "سفر" بدلاً من "ارتداء".
أظهرت النتائج أن الطلاب الذين تولدوا أفكارًا ذات صلة بعيدة تذكروا المزيد من الكلمات بشكل أفضل، حتى بعد 24 ساعة.
هذه النتيجة كانت صحيحة حتى بعد الأخذ في الاعتبار الذكاء العام للطلاب، ما يثبت أن التفكير الترابطي يلعب دورًا مهمًا في التعلم.
العلاقة بين الإبداع والتعلم
في الدراسة الثانية، شارك 145 طالبًا جديدًا وأُعطوا مهام إضافية تتضمن كتابة القصص القصيرة و الرسم، حيث تم تقييم إبداعهم بناءً على تجديد الأفكار و تكاملها في النصوص والصور.
كما وجدت الدراسة أن الطلاب الذين أدوا بشكل أفضل في اختبار التفكير الترابطي تذكروا المزيد من الكلمات بعد 24 ساعة.
النتائج أكدت أن التفكير الترابطي الموجه، أي التفكير الإبداعي المتعمد والموجه نحو الهدف، كان له أكبر تأثير على تعلم الطلاب مقارنةً بالتفكير الترابطي العشوائي.
كما أظهرت نماذج إحصائية أن التفكير الترابطي يساهم بشكل كبير في العلاقة بين الإبداع والتعلم، حيث يلعب دورًا في تحويل الإبداع إلى تحصيل أكاديمي أفضل.
اقرأ أيضاً منتدى مسك الإبداعي 2025 ينطلق بمشاركة دولية واسعة من 20 دولة (صور)
أظهرت النتائج أن التفكير الإبداعي ليس مجرد مهارة من أجل الابتكار في الحياة المهنية، بل هو أيضًا أداة مهمة لتحسين التعلم الأكاديمي.
في هذا السياق، يقترح الباحثون أن تشجيع الطلاب على التفكير بشكل أكثر إبداعًا ومرونة يمكن أن يعزز قدرتهم على تذكر المعلومات الجديدة وتطبيقها في حياتهم الدراسية.
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن دراستهم كانت محدودة باستخدام مهمة تعلم اللغة فقط، وبالتالي يحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسات لاستكشاف تأثير التفكير الترابطي على أنواع أخرى من التعلم مثل الرياضيات والعلوم.
