من دبي إلى العالم.. كيف أصبحت الشوكولاتة الخضراء ظاهرة عالمية؟
حوّلت شوكولاتة دبي في وقتٍ قصير إلى ظاهرة عالمية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، وجذبت عشّاق الحلويات من مختلف القارات لتجربتها، في مشهدٍ يعكس التأثير الكبير الذي تمارسه المنصات الرقمية على اتجاهات الطعام حول العالم.
أسرار انتشار شيكولاتة دبي
وبحسب البروفيسور تشارلز سبينس (Charles Spence)، أستاذ علم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد، فإن أحد أسرار نجاح شوكولاتة دبي يكمن في اللون الأخضر الفاتح الذي يملأ حشوتها.
ويقول سبينس:“التباين البصري بين اللون الأخضر الصارخ والطبقة البنية الداكنة من الشوكولاتة يجعلها لافتة في الصور والفيديوهات، لأن عقولنا تنجذب فطريًا إلى الأشياء ذات الألوان غير المألوفة والمثيرة بصريًا.”
وهذا التأثير البصري جعل الشوكولاتة، التي اشتهرت عبر تطبيق تيك توك، محط أنظار المستخدمين، حيث انتشرت مقاطع الفيديو لمؤثّرين وذواقة يسافرون خصيصًا إلى دبي لتجربتها، ما رفع الطلب العالمي على المنتج وأدى إلى إنتاج إصدارات مشابهة في متاجر نستله (Nestlé) وليندت (Lindt) وليدل (Lidl).
قصة ظهور شيكولاتة دبي
تعود قصة هذه الشوكولاتة إلى عام 2024، حين أطلقت الشيف الإماراتية سارة حمودة، مؤسسة علامة Fix Dessert Chocolatier، أول لوح شوكولاتة محشوًّا بـكريمة الفستق وعجينة الكنافة، مستوحاة من نكهات الحلويات الشرقية مثل الكنافة بالفستق والطحينية.
وانتشرت شهرتها عالميًا بعد أن نشرت مؤثرة الطعام ماريا فيهيرا مقطع فيديو لتذوقها، ما أشعل موجة من التحديات والتجارب عبر الإنترنت، حتى تحوّلت الشوكولاتة إلى ظاهرة فيروسيّة حققت مئات الملايين من المشاهدات.
ويرى البروفيسور سبينس أن جاذبية شوكولاتة دبي لا تعود فقط للونها، بل أيضًا إلى التركيبة الغنية التي تجمع بين الملمس المقرمش والمذاق الكريمي، وهو ما يثير حاسة التذوق حتى عبر الشاشة، قائلًا:“التباين بين القوام المقرمش للحشوة والنعومة الكريمية للشوكولاتة يمنح تجربة حسية قوية يمكن رؤيتها وسماعها، حتى قبل تذوقها.”
ويضيف أن غناها بالسعرات الحرارية يزيد من جاذبيتها، لأن الدماغ البشري مبرمج منذ القدم على الانجذاب إلى الأطعمة الغنية بالطاقة، مثل الحلويات والمأكولات الدسمة، وهو ما يفسر ميل الجمهور إلى منتجات مثل الكعك الملوّن أو مشروبات "اليونيكورن".
وتُعد الغرابة الثقافية أحد عناصر جاذبية شوكولاتة دبي، إذ يصفها سبينس بأنها منتج "خارج عن المألوف في الثقافات الغربية"، يمنح متذوقيه شعورًا بأنهم مكتشفون لأطعمة جديدة، تمامًا كما حدث مع مشروبات "بوبّل تي" القادمة من تايوان.
كما أن انتشار مقاطع ASMR لتجربة الشوكولاتة عزّز من انتشارها، حيث تفاعل الجمهور مع الأصوات المقرمشة أثناء قضمها، في مزيج من المتعة البصرية والسمعية التي أثارت الفضول والرغبة في التذوّق.
وبعد عام واحد من انتشارها، أصبحت شوكولاتة دبي تُباع في متاجر حول العالم، وأطلقت كبرى الشركات نسخًا مستوحاة منها لتلبية الطلب الهائل.
ويرى سبينس أن هذه الظاهرة تُظهر كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تغيّر سلوك المستهلكين وسلاسل التوريد العالمية، قائلًا:“لا ينبغي النظر إلى ترندات الطعام على أنها موضة عابرة، بل كقوة حقيقية قادرة على إعادة تشكيل الصناعات الغذائية والزراعية عالميًا.”
