البرنامج الوطني السعودي يحقق مناعة مجتمعية قوية ضد كوفيد-19 وفق دراسة حديثة
كشفت دراسة سعودية وطنية حديثة عن تفوق لقاحي "موديرنا" و"فايزر" في تحفيز الجهاز المناعي، وزيادة مستويات الأجسام المضادة ضد فيروس كوفيد-19، مقارنةً باللقاحات الأخرى، مما يعكس نجاح برامج التطعيم في السعودية في تعزيز المناعة المجتمعية خلال الجائحة.
وخلصت الدراسة إلى أن اللقاحات المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبوزي (mRNA)، مثل موديرنا وفايزر، كانت الأكثر فاعلية في تقديم استجابة مناعية قوية وفعّالة ضد الفيروس.
أوضحت الباحثة الدكتورة مريم العيسى في حديثها لـ"العربية.نت"، أن الدراسة المنشورة في مجلة Vaccines الدولية، تهدف إلى تقييم الاستجابات المصلية لثلاثة لقاحات استخدمتها السعودية، وهي: فايزر، موديرنا، وأسترازينيكا.
وشملت الدراسة 236 مشاركًا من المواطنين والمقيمين في السعودية من مختلف الفئات العمرية، حيث جُمعت العينات من مواقع التطعيم في الرياض على مراحل محددة قبل وبعد الجرعتين الأولى والثانية، إضافة إلى عينات لمصابين بعد التطعيم.
وأظهرت التحاليل أن مستويات الأجسام المضادة ارتفعت بشكل كبير بعد التطعيم، إذ ارتفع المتوسط من نحو 350 وحدة/مل قبل التطعيم، إلى أكثر من 18,600 وحدة/مل بعد الجرعة الثانية، مما يعكس قوة الاستجابة المناعية التي تحققت باستخدام لقاحي فايزر و موديرنا.
كما أظهرت النتائج أن 98% من المشاركين، الذين كوّنوا أجسامًا مضادة، كانوا قد كونوا أجسامًا محايدة فعّالة ضد الفيروس، مما يؤكد كفاءة المناعة الوظيفية التي توفرها هذه اللقاحات.
ما الفرق بين الذكور والإناث في الاستجابة المناعية؟
كما أوضحت الدراسة أنه لم تُسجل فروق إحصائية كبيرة بين الذكور والإناث أو بين الفئات العمرية المختلفة، رغم ميل الذكور لتسجيل متوسطات أعلى قليلاً في مستوى الأجسام المضادة.
هذه البيانات تشير إلى أن التطعيم كان فعالًا عبر مختلف الفئات، ما يعكس نجاح البرنامج الوطني في الوصول إلى مناعة مجتمعية قوية.
اقرأ ايضًا:دراسة جديدة تكشف انخفاض فعالية لقاحات كوفيد mRNA بعد 9 أشهر
من جانبها، أكدت الدكتورة أهداب السعيدي، الأستاذ المساعد في علم المناعة بجامعة الملك عبدالعزيز، أن هذه الدراسة تعد من أوائل الدراسات الوطنية التي قدمت بيانات ميدانية دقيقة عن فاعلية اللقاحات في المجتمع السعودي، وأشارت إلى أن هذه النتائج تُعزز مرونة السياسات الوطنية، خاصة في إدارة برامج الجرعات التعزيزية.
شددت الدراسة على أهمية ربط برامج الرصد المناعي الوطني مع منظومات الترصد الوبائي في هيئة الصحة العامة (وقاية) ووزارة الصحة، لضمان متابعة المناعة المجتمعية، وتحديد الحاجة المستقبلية للتطعيمات.
كما دعت الدراسة إلى الاستفادة من البنية التحتية المتقدمة للمختبر الوطني لرصد فيروسات الإنفلونزا في "وقاية"، وتوسيع مهامه لتشمل الرصد المناعي والتسلسل الجيني الفيروسي لمختلف مسببات الأمراض التنفسية.
وفي ختام الدراسة، أكدت الباحثة على أن هذه البيانات تساهم في تعزيز الأمن الصحي الوطني، وتُسهم في رفع جاهزية المملكة للتعامل مع الأوبئة المستقبلية بفعالية وسرعة أكبر.
