تلسكوب جيمس ويب يرصد نجمًا أحمر عملاقًا قبيل انفجاره ويكشف لغزًا فلكيًا
في اكتشاف جديد قد يساعد في حل لغز فلكي دام عقودًا، كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن نجم أحمر عملاق ضخم في المرحلة التي تسبق انفجاره إلى مستعر أعظم، وهو النجم الذي يتألق فجأةً بشكل هائل حيث يتضاعف إشعاعه مئات المرات.
ونشر علماء من جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي تفاصيل هذا الاكتشاف في دراسة علمية حديثة، نُشرت نهاية الأسبوع الماضي في مجلة "رسائل مجلة الفيزياء الفلكية".
هذا الاكتشاف تم التوصل إليه من خلال صور التقطها التلسكوب في يونيو 2025، ما يعزز فهم العلماء حول انفجارات النجوم العملاقة الحمراء، التي غالبًا ما تُنتج مستعرات عظمى، رغم أن هذه النجوم نادرًا ما تُرصد بسبب حجبها خلف سحب من الغبار الكوني.
اقرأ أيضا: جسم غامض من خارج نظامنا الشمسي يغير قواعد علوم المعادن في الفضاء
كيف يساعد تلسكوب جيمس ويب العلماء؟
استمر العلماء لعقود في محاولة فهم كيف تنفجر النجوم العملاقة الحمراء، وقد أسهم تلسكوب جيمس ويب في تقديم الإجابة من خلال استخدامه للتقنيات الحديثة في الأشعة تحت الحمراء.
وتمكن الباحثون من دراسة النجم الذي كان أكثر سطوعًا من شمسنا بحوالي 100,000 مرة، ولكن الغبار الكثيف المحيط به كان قد خفّض هذا الضوء بشكل كبير.
وبفضل القدرة الفائقة للتلسكوب في رؤية الأطوال الموجية الحمراء، استطاع العلماء رصد تفاصيل لم تكن مرئية باستخدام أدوات تلسكوب أخرى مثل هابل.

النجم الذي تم رصده هو المصدر لانفجار المستعر الأعظم SN 2025pht، الذي نشأ من مجرة NGC 1637، الواقعة على بُعد 38 مليون سنة ضوئية من الأرض، ويتمتع هذا النجم بخصائص فريدة جعلته يتفوق في الانبعاثات الضوئية مقارنة ببقية النجوم التي شهدت انفجارات مماثلة.
نتائج دراسة صور تلسكوب جيمس
من خلال المعطيات التي حصل عليها الباحثون، أظهرت النتائج أن النجم كان محاطًا بكميات ضخمة من الغبار، ما جعل الضوء المنبعث منه يبدو باهتًا بمقدار 100 مرة مقارنة بما يُفترض أن يكون عليه، وهو ما حجب الضوء الأزرق وجعل النجم يظهر بلون أحمر أكثر من غيره.
وأكد الباحثون أن هذا النوع من الغبار كان مؤثرًا بشكل خاص في حجب الأطوال الموجية الزرقاء، التي تُمثل الضوء القصير والطيف الذي يُعد من الأكثر طاقة في هذه الانفجارات.
وقال تشارلي كيلباتريك، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ المساعد في جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي، إن النتائج التي تم التوصل إليها بواسطة تلسكوب جيمس ويب، قد تشير إلى أن الانفجارات السابقة للنجم الأحمر العملاق كانت أكثر سطوعًا مما كان يُعتقد سابقًا.
وأوضح أنه باستخدام بيانات الأشعة تحت الحمراء عالية الجودة التي يوفرها التلسكوب، أصبح من الممكن الآن الحصول على إجابات دقيقة حول طبيعة هذه الانفجارات وعلاقتها بالنجم العملاق الأحمر.
