فراشة تحظى بفرصة ثانية للطيران بعد عملية زرع جناح
كادت رحلة فراشة ملكية أن تنتهي قبل الأوان بجناحٍ مكسور، لولا لمسة إنسانية وفكرة مبتكرة منحَتاها فرصة جديدة للتحليق في مركز سويتبراير الطبيعي بمدينة سميثتاون في لونغ آيلاند، حيث اعتادت جانين بنديكسن، مديرة إعادة تأهيل الحياة البرية، على معالجة الحيوانات المصابة، لكنها هذه المرة واجهت تحديًا استثنائيًا: إنقاذ فراشة لا تستطيع الطيران.
وصلت الفراشة إلى المركز على يد السيدة داجمار هوفدافيس، المقيمة في حديقة دير، بعدما لاحظت عجزها عن الحركة. وتقول بنديكسن: «لم تكن قادرة على رفرفة جناحيها أو التحليق على الإطلاق». ورأت بنديكسن في الفراشة رمزًا للحظ والروح، لذلك خطرت لها فكرة جريئة: زرع جناح من فراشة ملكية ميتة داخل حوض الفراشة المصابة.
عملية زرع جناح لفراشة
بحثت بنديكسن في محيط المركز حتى وجدت فراشة ميتة في حالة ممتازة، فقررت خوض التجربة. باستخدام لاصق تلامس خاص، ونشا الذرة، وقطعة دقيقة من السلك لتثبيت الجناح، بدأت عملية معقدة استغرقت خمس دقائق فقط، لكنها كانت كفيلة بتغيير مصير الكائن الصغير.
This monarch butterfly was given a second chance after a Good Samaritan brought it in with a broken wing. We performed a delicate wing transplant using a deceased butterfly's wing, and now it's flying high! So grateful to give this tiny traveler another shot at life. 🦋
📸:… pic.twitter.com/PSNiE9PGP4— Liberta Cherguia 🇪🇺 (@MbarkCherguia) October 3, 2025
وثّق المركز العملية على منصات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتشر المقطع بشكلٍ واسع، محققًا ملايين المشاهدات حول العالم. تقول بنديكسن: «كانت العملية دقيقة للغاية، لأن الضغط الزائد كان سيُفتت الفراشة، لكنها لم تشعر بأي ألم، إذ لا توجد مستقبلات عصبية أو تدفق دموي في نهاية الجناح».
اقرأ أيضا: حديقة الفراشات المضيئة في سيلانجور
تؤكد بنديكسن أنها المرة الأولى التي تُجري فيها مثل هذا الإجراء، لكنها تفاجأت بالاهتمام العالمي الذي أثارته العملية، مشيرةً إلى أنها تلقت اتصالات من كاليفورنيا ومينيسوتا وكوستاريكا من باحثين ومتخصصين يرغبون في تعلم التقنية نفسها. وقالت: «هذه الفراشة كانت ستموت لولا المحاولة. نحن بحاجة إلى الأمل في هذا العالم، حتى لو جاء من كائن صغير بأجنحة».
أسباب تهديد الفراشات الملكية بالانقراض
يشير خبراء مركز سويتبراير إلى أن فراشات الملك تواجه خطر الانقراض، بسبب تغيّر المناخ وفقدان الموائل الطبيعية. وقالت فيرونيكا سايرز، مديرة حوض الحيوانات في المركز: «لكل كائن مكانه في هذا العالم، وهذه الفراشة لها رحلة طويلة تنتظرها نحو المكسيك».
وبفضل جناحٍ مستعار من فراشة أخرى، حلّقت الفراشة الملكية مجددًا، ماضيةً في هجرتها الطبيعية جنوبًا — قصة رمزية عن الحياة الثانية، والأمل، والرحمة التي تتجاوز حجم الكائنات. وينصح الخبراء بترك مثل هذه الإجراءات الدقيقة للمحترفين في مراكز التأهيل، لما تتطلبه من حساسية ودقة عالية.
