من الانتقادات الإعلامية إلى الثقة بالنفس: قصة تحول جونا هيل
أحدث الممثل الأمريكي جونا هيل ضجة كبيرة بعد ظهوره بمظهر جديد أثناء تصوير فيلمه الكوميدي "كت أوف" Cut Off، حيث بدا أقل شبهاً بصورته المعروفة لدى الجمهور بفضل جسده الأكثر نحافة وشعره الأشقر الجديد.
ويُعد هذا التحول جزءًا من رحلة طويلة مستمرة يمر بها هيل للتعامل مع فقدان الوزن والضغط الإعلامي المتواصل، إلى جانب العمل على تعزيز صحته النفسية والجسدية.
وفي فيلمه الوثائقي لعام 2022 "ستوتز" Stutz، تحدث هيل عن تأثير الشهرة والانتقادات الإعلامية على صورته الجسدية، موضحًا: "وسائل الإعلام كانت قاسية للغاية بشأن وزني، وجعلتني دائمًا مستعدًا لأي تعليق سلبي، شعرت بالغضب والحذر في الوقت ذاته".
وأضاف أن هذه التجارب أثرت على قدرته على تجاوز المشاعر السلبية تجاه نفسه، لكنه تعلم مع مرور الوقت كيفية التعامل معها بطريقة صحية.
كما تحدث عن طفولته وكيف طُلب منه إنقاص وزنه منذ الصغر، مما جعله يشعر بعدم القبول، لكنه أشار إلى أنه لم يعد يحمل والدته شارون فيلدشتاين اللوم، وأن فتح الحوار معها ساعد في تقوية علاقتهما. وقال: "التمارين والنظام الغذائي كانا مرتبطين دائمًا بالشكل الخارجي وليس بالصحة النفسية".
وفي عام 2011، فقد هيل نحو 40 رطلاً من خلال تعديل نظامه الغذائي واتباع برنامج رياضي يومي. وكان يشمل الروتين اليومي أداء 100 تمرين ضغط، بالإضافة إلى ممارسة الجوجيتسو وركوب الأمواج منذ منتصف الثلاثينات من عمره.
وسبق له أن غيّر وزنه لأداء أدوار سينمائية، مثلما حدث بعد اكتسابه وزنًا إضافيًا لفيلم "وور دوغز" War Dogs، حين طلب نصيحة زميله شانينغ تاتوم، الذي شجعه على الالتزام بالتمارين والنظام الغذائي المنتظم للوصول إلى لياقة أفضل.
النظام الغذائي لجونا هيل
تعاون هيل مع أخصائي تغذية، حيث كان يسجل يوميات الطعام ويرسلها يوميًا عبر البريد الإلكتروني. وفي حادثة طريفة، أرسل هذه اليوميات عن طريق الخطأ إلى المغني دريك، الذي لم يرد على الرسالة، ما جعل هيل يمزح حول ضرورة تجنب إرسال أي معلومات خاطئة في المستقبل.
واجه هيل انتقادات حادة منذ صغره، حيث وصف شبابه بأنه مليء بالشعور بالقبح وعدم القبول، قائلاً: "كنت ذلك الطفل ذو الـ14 عامًا الذي شعر بأنه غير جذاب ويرغب في قبول مجتمع المتزلجين".
اقرأ أيضًا: ريكي جيرفيه يكشف لحظة غيرت حياته.. ماذا حدث في عمر 37؟
وأضاف أن الأمر استغرق سنوات طويلة قبل أن يتمكن من التعبير عن ذاته الحقيقية دون محاولة إرضاء الآخرين. وفي 2021، نشر هيل على إنستغرام منشورًا صريحًا عن رحلته نحو قبول الذات، موضحًا أن السخرية الإعلامية أثرت على ثقته بنفسه، لكنه تمكن أخيراً من التصالح مع جسده والشعور بالراحة عند ممارسة الرياضة أو التواجد على الشاطئ.
كما حصل على وشم على كتفه كتب عليه عبارة "حب الجسم" لتعزيز رسالة قبول الذات والاهتمام بالصحة النفسية.
ويبرز التحول الأخير لجونا هيل كيف يمكن الجمع بين النظام الغذائي الصحي، الرياضة، والوعي النفسي لتحقيق أفضل النتائج للجسم والعقل. ويؤكد أن فقدان الوزن لم يكن مجرد تغيير مظهري، بل جزء من رحلة طويلة للتغلب على المخاوف الداخلية وتطوير ثقة بالنفس، مع الاستمرار في مواجهة التحديات الإعلامية.
