لوحة لباسكيات تُعرض في مزاد بقيمة تصل إلى 3.8 مليون دولار أمريكي
تُعرض لوحة Untitled (Pestus) للفنان الأمريكي الراحل جان ميشيل باسكيات (Jean-Michel Basquiat) في مزاد فني عالمي بقيمة تقديرية تتراوح بين 2.5 و3.8 ملايين دولار أمريكي، ضمن مجموعة من الأعمال الفنية النادرة التي تعود لعام 1982، وهو العام الأبرز في مسيرة الفنان القصيرة والحافلة بالإنجازات.
نُفذت اللوحة باستخدام الأكريليك وأقلام الزيت على الورق بقياس 114.3 × 182.8 سم، وتحمل شهادة أصالة من لجنة مصادقة أعمال الفنان.
تفاصيل لوحة Untitled Pestus
يُعد هذا العمل من أبرز ما قدّمه باسكيات خلال فترة ازدهاره الفني، إذ يجسّد بأسلوبه العفوي والسريع رؤيته للعلاقة بين الهوية الإفريقية الأمريكية، والبطولة، والشارع.
وعندما سُئل باسكيات في مقابلة عام 1983 عن مضمون أعماله، أجاب بثلاث كلمات تلخص فلسفته الفنية: "الملكية، والبطولة، والشارع"، وهي القيم التي تتجلى بوضوح في هذه اللوحة التي تعكس توتر نيويورك في الثمانينيات بين الإبداع من جهة، والتمييز الاجتماعي والاقتصادي من جهة أخرى.
انطلق باسكيات من أحياء بروكلين كفنان جرافيتي تحت توقيع SAMO© مع صديقه آل دياز (Al Diaz)، قبل أن يلفت الأنظار بأسلوبه الجريء والمشحون بالرموز.
وبعد مقال شهير عام 1981 في مجلة Artforum وصفه بـ “الطفل المتألق”، أصبح أحد أبرز رموز الفن الحديث في نيويورك، وبدأ يعرض أعماله إلى جانب فنانين كبار مثل آندي وارهول (Andy Warhol) وكيث هارينغ (Keith Haring).
اقرأ أيضًا: التراث في خطر: لوحة مصرية نادرة تختفي من مخزن أثري بسقارة
تتناول اللوحة قضايا التمييز الطبقي والعنصري في المدن الأمريكية، مستخدمة رموزًا مستوحاة من لعبة المونوبولي، مثل "Baltic Avenue"، كرمز للأحياء الفقيرة والمهمشة.
كما تضم إشارات إلى الإرث الاستعماري والاستغلال الاقتصادي مثل العبارات المكتوبة “CARRIBEAN SUGAR CROPS” و“HAITIAN BASEBALLS (IMPORTED)”، التي تربط العبودية القديمة بواقع العمالة التي تعاني من ضعف المرتبات الحديثة، في إشارة إلى تأملات الفنان حول الهوية والاستغلال الاجتماعي.
تتضمن اللوحة أيضًا التاج الثلاثي، أحد أكثر الرموز تكرارًا في أعمال باسكيات، والذي استخدمه لتكريم شخصيات سوداء بارزة من موسيقيين ورياضيين ونشطاء، ومنحهم مكانة “الملوك” في عالم الفن.
ويظهر التاج فوق سُلّم رمزي يعكس الصعود من التهميش إلى الاعتراف، في استعارة بصرية لمسيرة الفنان نفسه، الذي انتقل من جدران الشوارع إلى كبرى صالات العرض في نيويورك.
يُعتبر عام 1982 الأهم في مسيرة باسكيات، حيث شهد إنتاجه لأعمال أصبحت اليوم الأعلى قيمة في المزادات العالمية.
