خسائر تصل إلى 9 ملايين دولار سنويًا.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي لعبء
كشفت دراسة مشتركة أجرتها جامعة ستانفورد بالتعاون مع مركز التدريب المهني BetterUp Labs، عن ظاهرة جديدة تشهدها بيئات العمل الحديثة، مع الانتشار السريع لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب الدراسة، انقسم الموظفون إلى فئتين رئيسيتين: الأولى تُعرف باسم بيلوتس (Pilots)، وهم الموظفون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة أعمالهم وتعزيز الإبداع، والثانية تُعرف بـ باسنجرز(Passengers)، وهم الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهامهم بالكامل دون تدخل بشري فعلي، ما يؤدي إلى إنتاج محتوى ضعيف الجودة.
وأطلقت الدراسة على هذا النوع من المحتوى مصطلح “workslop”، أي “فوضى العمل الرقمية”، وهو يشير إلى نصوص ورسائل وتقارير تبدو منظمة واحترافية في الشكل، لكنها تفتقر إلى القيمة والمضمون الحقيقي.
وبيّنت نتائج الدراسة أن 40% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع واجهوا هذا النوع من المحتوى خلال الشهر الماضي، فيما شكّل 15% من إجمالي محتوى العمل الحالي.
وأشار التقرير إلى أن هذه الظاهرة تؤدي إلى تراجع الإنتاجية داخل المؤسسات، حيث يضطر الزملاء والمديرون إلى إعادة صياغة النصوص أو تعديلها لتتناسب مع المعايير المهنية المطلوبة، مما يستهلك وقتًا إضافيًا وجهدًا غير ضروري.
كما أوضحت الدراسة أن انتشار الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي — مثل شات جي بي تي أدى إلى إضعاف جودة التواصل بين الموظفين، وتراجع الحس الإبداعي، خاصة عندما تُستخدم هذه الأدوات كبديل عن التفكير البشري بدلاً من أن تكون أداة مساعدة.
اقرأ أيضًا: دراسة نفسية: لماذا يُنقذ النوم أثناء الغضب علاقاتنا من الانهيار؟
ووفقًا للنتائج، فإن فئة بيلوتس تستخدم الذكاء الاصطناعي بنسبة 75% أكثر داخل العمل و95% أكثر خارج العمل مقارنة بباسنجرز ، ما يعكس فهمًا أعمق لكيفية توظيف التقنية في دعم الإبداع والتحليل.
أما باسنجرز، فيميلون إلى نسخ المخرجات الآلية دون مراجعة أو تعديل، ما يؤدي إلى نشر محتوى متكرر.
خسائر العمل الرقمي
قدّرت الدراسة الخسائر الناتجة عن “workslop” بما يعادل 186 دولارًا شهريًا لكل موظف بسبب الوقت الضائع في مراجعة أو تصحيح المحتوى الضعيف، ما يعني أن الشركات التي تضم 10 آلاف موظف قد تخسر أكثر من 9 ملايين دولار سنويًا نتيجة هذه الممارسات.
كما أظهرت البيانات أن أكثر من نصف الموظفين يشعرون بالانزعاج أو الإرباك عند تلقي محتوى آلي طويل وغير مفيد، فيما يرى نصف المستطلعين أن زملاءهم الذين يرسلون هذا النوع من الرسائل أقل كفاءة وإبداعًا.
وأشارت الدراسة إلى أن الظاهرة لا تؤثر فقط على الكفاءة، بل أيضًا على الثقة بين الزملاء، إذ أكد ثلث المشاركين أنهم أصبحوا يُنبّهون زملاءهم عند ملاحظة المحتوى الرقمي، مما يجعلهم أقل رغبة في التعاون معهم مستقبلاً.
