بأكثر من ضعف التقدير.. بيع منحوتة جيف كونز الشهيرة في لندن
شهدت دار (سوذبي) في لندن الشهر الماضي لحظة مميزة في عالم الفن المعاصر، عندما تصدّرت منحوتة "بودل" (Poodle) للفنان الأميركي جيف كونز (Jeff Koons) المزاد ضمن مجموعة "بولين كاربيداس: مجموعة لندن".
تُجسّد هذه المنحوتة رؤية كونز الفريدة التي تمزج بين بهجة الحياة اليومية وروح الفن الشعبي الراقي، من خلال ألوانها الزاهية وتكوينها المرح الذي يعكس فلسفة الفنان في تحويل الرموز البسيطة إلى أعمال فنية ذات قيمة فكرية وجمالية عالية.
اقرأ أيضًا: "فورستن فيتاليا" تتصدر مزاد المهور الأشهر في أوروبا بـ26 ألف يورو
سعر منحوتة "بودل" لجيف كونز
انطلقت المزادات وسط أجواء من الترقب والحماس بين مقتني الفن الحديث، لتشهد المنحوتة جولة مزايدات محتدمة بين عدد من المشترين الدوليين، انتهت ببيعها بمبلغ 2.3 مليون جنيه إسترليني، أي نحو 2.9 مليون دولار أميركي، وهو أكثر من ضعف التقدير الأعلى الذي وضعه الخبراء قبل بدء المزاد.
وتُعد هذه النتيجة شهادة جديدة على القوة السوقية الدائمة لأعمال كونز، التي لطالما جذبت اهتمام المقتنين بفضل أسلوبه الذي يجمع بين الرمزية والمرح، وقدرته على تحويل الأشياء المألوفة إلى رموز ثقافية عصرية.
يُعد جيف كونز واحدًا من أبرز الأسماء في عالم الفن المعاصر، إذ اشتهر بأعماله التي تحتفي بالثقافة الشعبية وتعيد تعريف مفهوم الجمال والترف في الفن الحديث. ومن أبرز أعماله السابقة سلسلة "Balloon Dog" التي حققت أسعارًا قياسية في المزادات العالمية، وجعلته من بين الفنانين الأكثر مبيعًا في القرن الحادي والعشرين. ويواصل كونز عبر "بودل" التعبير عن فلسفته التي تدعو إلى الاحتفاء بالحياة اليومية من خلال الفن، وتحويل العناصر البسيطة إلى مصادر للدهشة والتأمل.
أعمال جيف كونز
تتميّز منحوتة "بودل" بتكوين بصري يجمع بين الألوان المشرقة والملمس اللامع الذي يُحاكي السطح المعدني المنعكس، في إشارة إلى التوازن بين البراءة والترف، والعفوية والدقة الصناعية. ويقول النقاد إن العمل يُجسّد "بهجة المشاهدة" التي تشكل محور تجربة كونز الفنية، حيث يسعى دائمًا إلى إثارة مشاعر السعادة والدهشة لدى المتلقي.
اقرأ أيضا: مزاد منتظر على منحوتة برونزية نادرة للفنان"لي تشن"
أعادت هذه النتيجة تأكيد مكانة كونز كأحد أكثر الفنانين الأميركيين تأثيرًا في سوق الفن العالمي، إذ ما زالت أعماله تحافظ على قيمتها العالية رغم تغير اتجاهات المقتنين.
وبحسب خبراء الفن، فإن بيع "بودل" بهذا السعر يعكس عودة الثقة تدريجيًا إلى سوق المزادات الأوروبية بعد فترات من التراجع، ويفتح الباب أمام أعمال فنية مشابهة لاستعادة زخمها في السنوات المقبلة.
