هل تنقذ الأنظمة الغذائية الصحية المستدامة مستقبل البشرية؟ تقرير يجيب
في تقرير شامل صادر عن لجنة EAT-Lancet لعام 2025، المسؤولة عن دراسة العلاقة بين النظم الغذائية وصحة الإنسان واستدامة البيئة والعدالة الاجتماعية، كشف خبراء عالميون أن التحول نحو الأنظمة الغذائية الصحية المستدامة يمثل خطوة حاسمة لمعالجة أزمات صحية وبيئية واجتماعية متفاقمة.
التقرير أشار إلى أن العالم ينتج ما يكفي من السعرات الحرارية، لكن نحو 3.7 مليار شخص لا يحصلون على غذاء صحي، أو دخل كريم، أو بيئة نظيفة.
هل الغذاء سبب الأزمات؟
وأوضح التقرير أن أنظمة الغذاء الحالية تسهم بنسبة 30% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، وتُعد من أبرز أسباب تجاوز الحدود الكوكبية، مثل تغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي، وتلوث المياه والتربة، وهذا التدهور البيئي يهدد صحة الإنسان وقدرة الأرض على الصمود.
لكن التقرير يقدم حلولًا علمية واضحة، أبرزها اعتماد نظام "الحمية الصحية الكوكبية"، وهو نظام غذائي مرن وغني بالنباتات، إلى جانب تقليل الفاقد والمهدر من الغذاء بنسبة 50%، وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، ووقف تحويل النظم البيئية السليمة إلى أراضٍ زراعية.
وتوصي الحمية الصحية الكوكبية بتناول الحبوب الكاملة (150 غرامًا يوميًا)، الفواكه والخضروات (500 غرام)، المكسرات (25 غرامًا)، والبقوليات (75 غرامًا).
كما تسمح بكميات معتدلة من اللحوم الحمراء (حتى 200 غرام أسبوعيًا)، الدواجن (حتى 400 غرام)، الأسماك (حتى 700 غرام)، البيض (3–4 أسبوعيًا)، ومنتجات الألبان (حتى 500 غرام يوميًا).
وتدعو الحمية إلى تقليل السكريات المضافة، الدهون المشبعة، والملح، للحد من الأمراض المزمنة مثل السكري، أمراض القلب، والسرطان.
وتشير البيانات إلى أن الالتزام بهذه الحمية قد يقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة 27%، أي ما يعادل منع 15 مليون وفاة سنويًا.
اقرأ أيضًا: إعادة ضبط التمثيل الغذائي لجسمك: كيف تحفز حرق السعرات وتسرّع خسارة الوزن؟
العدالة الغذائية والتنوع الثقافي
أكد التقرير أن الحمية ليست نموذجًا موحدًا، بل تسمح بالتنوع الثقافي والتكيف مع الاحتياجات الفردية، مع مراعاة الفئات الأكثر هشاشة مثل الحوامل والأطفال.
كما يدعو إلى تعزيز السياسات العادلة، وتوفير الدعم الغذائي المناسب، بما في ذلك التحصين الغذائي والمكملات.
وأشار التقرير إلى أن التحول نحو الزراعة المستدامة، مثل الزراعة التجديدية والتكثيف البيئي، يمكن أن يقلل الانبعاثات، ويحسن صحة التربة، ويحافظ على التنوع البيولوجي، ويزيد كفاءة استخدام المياه، كما أن تقليل الاعتماد على اللحوم الحمراء يخفف الضغط البيئي ويعزز الصحة العامة.
وقالت شكونتالا هاراكسينغ ثيلستيد، الرئيسة المشاركة للجنة: "أنظمة الغذاء سبب رئيسي في الأزمات التي نواجهها، لكنها أيضًا مفتاح الحل. الخيارات التي نتخذها اليوم ستحدد صحة البشر والكوكب لأجيال قادمة".
وأضاف يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ: "تحويل أنظمة الغذاء هو تحدٍ بيئي واجتماعي كبير، لكنه شرط أساسي للعودة إلى مناخ آمن وكوكب صحي".
