قمر جليدي يكشف سرًا قد يغيّر فهمنا للحياة في الكون (فيديو)
أثار قمر إنسيلادوس التابع لكوكب زحل اهتمام العلماء مرة أخرى بعد اكتشاف جزيئات عضوية معقدة في الثلوج المنبعثة من الشقوق بالقرب من القطب الجنوبي للقمر. تأتي هذه الاكتشافات لتدعم الفكرة التي طرحتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) حول احتمالية وجود الحياة الفضائية في المحيطات التي يعتقد أن إنسيلادوس يخبئها تحت سطحه الجليدي.
باستخدام البيانات التي جمعها مسبار كاسيني (مركبة فضائية)، التي كانت تمر عبر حلقات زحل، اكتشف العلماء أن جزيئات الثلج المنبعثة من إنسيلادوس تحتوي على جزيئات عضوية معقدة. وهذه الجزيئات قد تكون جزءًا من سلسلة التفاعلات الكيميائية التي تؤدي في النهاية إلى ظهور الحياة.
وقال دكتور نوزير خواجة، الباحث الرئيس في الدراسة من جامعة فرييه في برلين: "الاكتشاف يعني أن إنسيلادوس يملك الآن جميع العوامل الضرورية لتكون بيئة صالحة للحياة".
رغم أن إنسيلادوس يبدو قمرًا قاحلًا من الخارج، إلا أن هناك محيطًا سائلًا ضخمًا تحت سطحه الجليدي. في عام 2005، اكتشف العلماء أن هناك ينابيع مائية تنفجر من خلال شقوق في سطح القمر، مكونة أعمدة ماء. هذه الأعمدة تحتوي على مركبات كيميائية يمكن أن تدعم الحياة. ومن خلال البيانات التي جمعتها مسبار كاسيني خلال مرورها عبر هذه الأعمدة المائية، تم التوصل إلى وجود جزيئات عضوية قد تكون ناتجة عن التفاعلات الكيميائية في المحيطات تحت السطح.
اقرأ أيضًا: تلسكوب جيمس ويب يستعد لكشف أسرار كوكب غازي غامض
دور الجزيئات العضوية في دعم الحياة
تُعتبر الجزيئات العضوية جزءًا من العمليات الكيميائية التي تشكل أساس الحياة على كوكب الأرض. وبالمثل، يمكن أن تكون هذه الجزيئات التي اكتشفها العلماء في مياه إنسيلادوس بمثابة دليل على أن البيئة هناك قد تكون قادرة على دعم الحياة. وقال دكتور خواجة: "من خلال دراستنا للبيانات، أصبحنا نعلم أن هذه الجزيئات العضوية تُعد خطوة أساسية نحو فهم كيفية تطور الحياة في بيئات مشابهة".
بينما لا يوجد دليل قاطع على وجود الحياة على إنسيلادوس حتى الآن، فإن اكتشاف الجزيئات العضوية في المياه الجليدية يفتح الباب أمام العديد من الاحتمالات. يمكن أن تكون هذه الجزيئات جزءًا من التفاعلات الحيوية المحتملة، ما يزيد من احتمال أن إنسيلادوس قد يكون موطنًا للحياة الفضائية.
لتعميق الفهم حول إمكانات الحياة على إنسيلادوس، تخطط وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لإطلاق بعثة إلى القمر لاستكشاف المزيد عن مركباته الكيميائية وأخذ عينات من الثلج المنبعث من المحيطات تحت السطح. يمكن أن تشمل هذه البعثة هبوطًا على سطح إنسيلادوس لجمع بيانات مباشرة وتحديد مدى قدرة البيئة هناك على دعم الحياة.
