الدراما الكورية تنافس هوليوود وتحقق رقم إيرادات غير مسبوق (فيديو)
شهدت صناعة الكي-دراما "الدراما الكورية" خلال العقود الأخيرة تحولاً جذرياً جعلها واحدة من أكثر الظواهر الثقافية تأثيراً في العالم، ومصدراً اقتصادياً هائلاً تجاوزت عوائده 13 مليار دولار سنوياً. ما بدأ في ستينيات القرن الماضي بأعمال تلفزيونية محلية، تحول اليوم إلى "كابوس هوليوود الجديد" ومنافس شرس يغير قواعد الترفيه العالمي.
بدأت الدراما الكورية رحلتها مع شبكات مثل KBS في الستينيات، لكنها عرفت انطلاقتها الكبرى منتصف التسعينيات مع بروز موجة "الهاليو" أو الموجة الكورية. وكان مسلسل "نجمة في قلبي" (1997) من أولى المحطات التي أثبتت قدرة الكي-دراما على عبور الحدود الثقافية، خصوصاً في الصين واليابان.
تستند جاذبية الكي-دراما إلى عاملين رئيسيين: جودة فنية وتقنية عالية بفضل استثمارات ضخمة في الإنتاج، وتنوع قصصي يمس قضايا إنسانية عالمية مثل الصراع الطبقي والفقر والحب. وقدمت أعمالاً بارزة مثل "لعبة الحبار" (Squid Game) و"المملكة" (Kingdom)و"هبوط اضطراري للحب" (Crash Landing on You) نماذج ناجحة ربطت المشاهدين حول العالم بقصص محلية بروح عالمية.
اقرأ أيضًا: لماذا حصد مسلسل The Pitt جائزة أفضل دراما في إيمي رغم المنافسة الشرسة؟
أرباح المحتوى الكوري في كوريا
تشير بيانات وزارة الثقافة والرياضة الكورية إلى أن صادرات المحتوى الكوري بلغت 13.2 مليار دولار عام 2024، منها 561 مليون دولار من الدراما وحدها في 2022. المنصات وحدها قدّرت عوائد "لعبة الحبار" بنحو 900 مليون دولار بعد أن استقطب 1.65 مليار ساعة مشاهدة في أسابيعه الأولى..
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجدت الكي-دراما أرضاً خصبة عبر منصات مثل Viu. ويرجع انتشارها إلى تركيزها على قيم الأسرة والاحترام وقصص الحب النظيفة، ما يتماشى مع خصوصية الثقافة المحلية. كما ساهمت هذه الأعمال في تعزيز مبيعات منتجات الجمال والأزياء الكورية، بل وحتى تنشيط السياحة الثقافية عبر جذب الزوار العرب لمواقع التصوير الشهيرة.
رغم النجاح العالمي، تواجه الكي-دراما تحديات أبرزها تضخم تكاليف الإنتاج وهيمنة التمويل الأجنبي، ما يثير القلق بشأن استقلاليتها الإبداعية. كما أن بيع الحقوق العالمية بالكامل للمنصات الأجنبية يقلل من العوائد الطويلة الأجل للشركات الكورية.
