رحلة العطر التي لا تنتهي: كيف تجعل رائحتك تسبقك أينما ذهبت
قضاء ساعاتٍ طويلة في العمل وسط زخم المهام والسعي المستمر للإبداع والتقدّم، كافٍ لأن يُبقي ذهنك منشغلًا تمامًا، من دون أن ترغب في التفكير بإعادة رش عطرك خلال اليوم.
لتحقيق ذلك، يُنصح باختيار العطور الرجالية ذات النفحات الشرقية أو الزهرية الثقيلة أو الخشبية أو الجلدية أو المسكية، كما تُعدّ الروائح الزهرية البيضاء الكثيفة خيارًا مثاليًا لجاذبيةٍ تدوم طويلاً.
تمتاز هذه العطور باحتوائها على مكوّنات فاخرة مثل العنبر، والبخور، والفانيليا، والتونكا، والعود، والعسل، وخشب الكشمير، وهي عناصر تمتلك جزيئات أثقل وتتتبخّر ببطء، ما يجعلها تلتصق بالبشرة وتدوم لساعاتٍ طويلة.
وفي المقابل، يُفضّل تجنّب الروائح الحمضية المنعشة، لأنّها تتلاشى بسرعةٍ بسبب خفّتها العالية، وكذلك الروائح الزهرية الخفيفة مثل الموجيت والفاوانيا، التي لا تدوم بطول روائح مسك الروم أو الياسمين أو الجاردينيا الأعمق والأكثر ثباتًا.
وللعثور على عطرٍ رجالي يدوم طويلاً، عليك اتِّباع هذه الخطوات:
اختر التركيز المناسب للعطور
يأتي ماء العطر (EDP) بتركيزٍ أعلى من الزيوت العطرية مقارنةً بماء التواليت (EDT) أو الكولونيا (EDC)، ما يمنحه ثباتًا أكبر وفترة بقاءٍ أطول على البشرة.
ابحث عن روائح أساسية محددة
الروائح القوية
فهم عائلات العطور
اختبر العطر على بشرتك
جرّب وضع العطر مباشرةً على بشرتك، وليس فقط على ورق الاختبار، لتتعرّف إلى ثباته الحقيقي، امنحه بعض الوقت ليتطوّر تدريجيًا من نفحاته العُليا المنعشة إلى النفحات الوسطى، وصولًا إلى القاعدة العميقة التي تكشف طابعه الحقيقي.
التخزين السليم هو الأساس
خزّن عطورك في مكانٍ باردٍ ومظلّل بعيدًا من أشعة الشمس المباشرة والحرارة، للحفاظ على ثباتها وفعاليتها، فالعطر، بطبيعته الكيميائية، مادةٌ متطايرة تتبخّر وتتأكسد بمرور الوقت، كما تتأثّر بالعوامل البيئية مثل الحرارة والضوء، ما يؤدّي إلى تحلّل مكوّناته وتغيّر رائحته.
لذلك، يُفضّل حفظ عطرك المفضّل داخل خزانة ملابس، أو في صندوقٍ مظلم، أو حتى في الثلاجة، لضمان بقاء روائحه الأصلية لفترةٍ أطول.
ولزيادة ثبات عطرك، اتّبع الخطوات الآتية:
ضعه على بشرة رطبة
استهدف نقاط النبض
تُعدّ نقاط النبض من أفضل الأماكن لوضع العطر، إذ تتركّز فيها حرارة الجسم، مما يساعد على نشر الرائحة بشكلٍ أفضل، وتشمل هذه النقاط المعصمين، والرقبة، وخلف الأذنين، بحيث يكون تدفّق الدم قريبًا من سطح الجلد، فتنبعث الرائحة تدريجيًا وتدوم لفترةٍ أطول.
ولا يُمكن إغفال أهميّة رشّ العطر على الملابس، فالألياف تحتفظ بمركّبات العطر بفعالية، مما يجعل رائحته تدوم بغضّ النظر عن تغيّرات الطقس أو الظروف المحيطة.
كما يُنصح أيضًا برشّ القليل من العطر على الشعر، سواء للرجال أو النساء، إذ يتفاعل الشعر مع العطر كما تتفاعل معه الأقمشة، فيحتفظ بالرائحة لفترةٍ طويلة، ويمكنك رشّ العطر على فرشاة الشعر قبل التصفيف لتوزيع الرائحة بشكلٍ متوازن، فتفوح منك نفحات عطرك مع كل حركة تقوم بها.
اقرأ أيضًا: ديور تكشف عن عطر "جادور دايموندز أوف دريمز".. تحفة نادرة بخمس زجاجات فقط
تحديد لون البشرة
لا تفرك معصميك معًا
فرك المعصمين معًا بعد رشّ العطر ليس الطريقة المثلى لإطالة عمره، صحيح أنّ هذه الحركة تساعد على توزيع العطر على البشرة، لكنها في الوقت نفسه تُسرّع من تبخّره، لأنّ الاحتكاك يولّد حرارةً تُفكّك جزيئاته العطرية.
بدلًا من ذلك، يُنصح بترك العطر يستقرّ طبيعيًا على البشرة من دون لمسٍ أو فرك، أو الاكتفاء بالربت برفقٍ على المنطقة، مما يسمح للعطر بالاندماج مع بشرتك والحفاظ على رائحته لفترةٍ أطول.
رش العطر بعد الاستحمام
من النصائح البسيطة ولكن الفعّالة التي كثيرًا ما تُهمَل، وضع العطر مباشرةً بعد تجفيف الجسم من الاستحمام، فالماء الساخن والبخار يعملان على فتح المسام، مما يجعل البشرة أكثر استعدادًا لامتصاص جزيئات العطر والاحتفاظ بها، بهذه الطريقة، يُحبس العطر داخل طبقات الجلد، لتستمتع برائحته المنعشة لأطول فترةٍ ممكنة.
احتفظ بعطرك في زجاجته الأصلية
تجنّب صبّ عطرك في زجاجاتٍ مزخرفة، مهما كانت جميلة أو فاخرة، فبمجرّد نقل العطر من زجاجته الأصلية المصمّمة خصيصًا لحفظه بإحكام، يتعرّض للأوكسجين ويبدأ بالتطاير، ما يؤدّي إلى تفكّك مكوّناته وفقدان قوّته ورائحته المميّزة، وينطبق الأمر نفسه على رجّ الزجاجة قبل الاستخدام، إذ يسرّع ذلك من عملية الأكسدة داخلها، مما يضعف جودة العطر ويقلّل من ثباته وانتشاره.
بشكلٍ عام، يختلف ثبات العطر باختلاف عدّة عوامل، من بينها تركيزه، ومكوّناته، وتفاعل كيمياء الجسم معه، فعادةً ما تدوم العطور ذات التركيز العالي، مثل ماء العطر (EDP)، من 6 إلى 8 ساعات أو أكثر، في حين يستمرّ ماء التواليت (EDT) وماء الكولونيا (EDC) نحو 3 إلى 4 ساعات فقط، كما تؤثّر تركيبة النفحات في مدة بقائه، فالنفحات الأساسية مثل المسك، والعنبر، والأخشاب تدوم أطول، بينما تتلاشى النفحات العُليا كالحمضيات والأزهار الخفيفة بسرعةٍ أكبر.
ولا ننسى أنّ العوامل البيئية مثل نوع البشرة، وطريقة استخدام العطر، وحتى حالة الطقس، تلعب دورًا مهمًا في مدى ثبات الرائحة ودوامها على البشرة.
