استثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار.. الصين تقترب من ريادة صناعة الروبوتات (فيديو)
أثار مقطع مصوَّر انتشر على منصة "إكس" ضجة واسعة بعد أن أظهر روبوتًا بشريًا بملامح واقعية للغاية وهو يرمش بعينيه ويمسح الغرفة بنظراته كما لو كان إنسانًا حيًا. الروبوت طوّرته شركة AheadForm الصينية، ومقرها هانغتشو، والمتخصصة في صناعة رؤوس روبوتات متقدمة قادرة على التعبير عن مشاعر مختلفة والتفاعل مع البشر بانسيابية.
المقطع القصير كشف عن تفاصيل دقيقة في تعبيرات الوجه، مثل ارتفاع الحاجبين وحركة الجفون الطبيعية، ما جعل المشهد يبدو أقرب إلى أداء بشري حقيقي. أحد المعلقين كتب على موقع "ريديت": " مسلسل ويستوورلد أقرب مما توقعت"، في إشارة إلى المسلسل الشهير الذي تدور أحداثه حول أندرويدات تشبه البشر إلى حد التطابق. مستخدم آخر قال: "حركة العين طبيعية جدًا، والرمش يبدو وكأنه رد فعل تلقائي." فيما اكتفى ثالث بعبارة مقتضبة: "لقد انتهى أمرنا."
هو يوهانغ، مؤسس الشركة، أكد في تصريح لصحيفة South China Morning Post أن الفجوة بين البشر والروبوتات ستتلاشى تدريجيًا خلال السنوات المقبلة، مضيفًا: "في غضون عشر سنوات فقط قد نتفاعل مع الروبوتات كما لو كانت بشرًا تقريبًا، وربما بعد عشرين عامًا ستتمكن من المشي وأداء مهام كأي إنسان."
اقرأ أيضًا: روبوت قتال يتصرف من تلقاء نفسه في عرض UFC ( فيديو)
حجم القيمة السوقية للروبوتات
هذا التقدّم يعكس حجم الاستثمار الصيني في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، حيث تشير التقديرات إلى أن هذه الصناعات قد تصل قيمتها السوقية إلى 1.4 تريليون دولار أمريكي بحلول 2030. ويعزو خبراء هذا السبق إلى قاعدة أكاديمية قوية، ووفرة في البيانات والمواهب، إضافة إلى تدفق الاستثمارات الأجنبية نحو هذا القطاع.
وبينما يُشيد البعض بالإمكانات المستقبلية لهذه الروبوتات في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والصناعة، يرى آخرون أن التطور السريع يثير قلقًا مشروعًا بشأن حدود الذكاء الاصطناعي ومدى سيطرته في حياة البشر اليومية. فالفيديو الأخير أعاد إلى الأذهان المخاوف القديمة من ضبابية الخط الفاصل بين الإنسان والآلة، خصوصًا مع قدرة الروبوتات على إظهار مشاعر وإيماءات يصعب التفرقة بينها وبين تعابير وجه البشر.
ومع ازدياد تسارع التطورات في الصين ودعم الحكومة لهذه الصناعة، يبدو أن النقاش حول مستقبل الروبوتات البشرية لن يهدأ قريبًا، بل سيبقى مطروحًا بقوة مع كل إنجاز جديد يدفع البشرية خطوة أخرى نحو "عصر الروبوتات".
