سر خروج بيل غيتس من قائمة أغنى 10 مليارديرات في العالم
لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، خرج بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، من قائمة أغنى عشرة أثرياء في العالم، وفقًا لتصنيف مجلة CEOWORLD لعام 2025.
هذا التراجع، الذي وضعه في المركز الخامس عشر عالميًا بثروة تُقدّر بنحو 120 مليار دولار، لم يكن وليد تقلبات الأسواق وحدها، بل ارتبط بقرارات مصيرية اتخذها غيتس خلال مسيرته، بدءًا من ضخ عشرات المليارات في مبادرات العمل الخيري، وصولًا إلى تداعيات انفصاله عن زوجته السابقة ميليندا، وهو ما أعاد رسم ملامح ثروته بعيدًا عن دائرة الصدارة.
التبرعات وإعادة تعريف النجاح
أحد أبرز أسباب خروج بيل غيتس من دائرة أغنى 10 مليارديرات هو التزامه بمبادرات العمل الخيري. فمنذ تأسيس مؤسسة بيل وميليندا غيتس عام 2000، ضخ الملياردير الأمريكي أكثر من 60 مليار دولار لدعم مشاريع الصحة والتعليم ومكافحة التغير المناخي.
وفي عام 2010، أطلق غيتس مع زوجته السابقة ميليندا ورجل الأعمال وارن بافيت مبادرة "تعهد العطاء"، التي دعت المليارديرات حول العالم للتبرع بنصف ثرواتهم على الأقل.
وفي مايو الماضي، جدد غيتس التزامه بهذا النهج، مؤكدًا أنه يعتزم التبرع بمعظم ثروته قبل إغلاق المؤسسة المخطط له في عام 2045، قائلاً: "أريد أن أهب تقريبًا كل ما أملك".
ووفقًا لتقديرات CEOWORLD، لو احتفظ غيتس بحصته الكاملة في مايكروسوفت ولم يقدم تلك التبرعات، لكانت ثروته الحالية تقترب من 1.2 تريليون دولار، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ثروة إيلون ماسك.
اقرأ أيضًا: درس من بيل غيتس: كيف تحصل على عرض عمل أفضل؟
الطلاق وإعادة توزيع الثروة
إلى جانب التبرعات، أثّر انفصال غيتس عن ميليندا عام 2021 في ثروته بشكل مباشر. ففي عام 2024، حصلت ميليندا على نحو 12.5 مليار دولار لدعم مشاريعها الخيرية المستقلة بعد تنحيها عن المؤسسة. هذا الحدث أعاد تسليط الضوء على دور الطلاق في إعادة رسم خريطة ثروات الأثرياء، إلى جانب تقلبات الأسواق وتغييرات الإرث.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن غيتس اختار طوعًا أن يتحول من رمز للثروة إلى رمز للعطاء، في وقت تتغير فيه ديناميكيات رأس المال العالمي.
فبينما يركز منافسوه مثل ماسك وجيف بيزوس على مجالات الذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء، يكرّس غيتس الجزء الأكبر من ثروته لدعم الصحة العامة والتعليم والتنمية المستدامة.
ومع اقتراب عيد ميلاده السبعين، يبدو أن الملياردير الأمريكي أعاد تعريف النجاح، ليصبح التأثير الإنساني أهم من تراكم الثروات.
