قصص مؤسسي يوتيوب وإنستغرام تكشف دروسًا قاسية عن بيع الشركات الناشئة مبكرًا
يواجه رواد الأعمال حول العالم معضلة حاسمة عند نمو شركاتهم الناشئة، تتمثل في اتخاذ قرار بيعها مبكرًا مقابل عروض مغرية، أو مواصلة البناء لتحقيق مكاسب أكبر.
ووفقًا لما نشره موقع Fortune، تكشف تجارب مؤسسي منصات مثل يوتيوب وإنستغرام ورديت عن مفارقات بارزة، وتبرز التحديات الكبيرة التي ترافق قرار بيع الشركات الناشئة.
وفي عام 2006، وافق مؤسسو "يوتيوب" YouTube، وهم "تشاد هيرلي" Chad Hurley و"ستيف تشين" Steve Chen و"جواد كريم" Jawed Karim، على بيع المنصة إلى "غوغل" Google مقابل 1.65 مليار دولار، بعد عام واحد فقط من إطلاق أول فيديو بعنوان "Meet me at the zoo".
حصل هيرلي على أسهم بقيمة 345 مليون دولار، وتشين على 326 مليون دولار، بينما نال كريم 64 مليونًا فقط بعد انسحابه المبكر من المشروع.
اليوم، تُقدّر قيمة "يوتيوب" بأكثر من 550 مليار دولار، أي بزيادة تفوق 333 ضعفًا، ما يعني أن حصة المؤسسين كانت لتصل إلى نحو 100 مليار دولار لكل منهم لو لم يبيعوا مبكرًا.
اقرأ أيضًا: لاري إليسون ينافس إيلون ماسك على لقب الأغنى عالميًا
قيمة شركة "ميتا" اليوم
في عام 2006، رفض "مارك زوكربيرغ" Mark Zuckerberg عروضًا ضخمة من "ياهو" Yahoo و"فياكوم" Viacom لشراء "فيسبوك" Facebook، مؤمنًا بإمكانات النمو.
اليوم، تُقدّر قيمة "ميتا" Meta، الشركة الأم لـ"فيسبوك" Facebook، بأكثر من 1.9 تريليون دولار، وزوكربيرغ نفسه يملك ثروة تفوق 260 مليار دولار.
أما "إنستغرام" Instagram، فقد باعه مؤسساها "كيفن سيستروم" Kevin Systrom و"مايك كريغر" Mike Krieger إلى "فيسبوك" عام 2012 مقابل مليار دولار. حصل سيستروم على 400 مليون دولار، وكريغر على 100 مليون.
ورغم أن الصفقة وفرت لهما الأمان المالي، إلا أن "إنستغرام" اليوم يُقدّر بـ114 مليار دولار، ما كان سيمنحهما ثروات بمليارات الدولارات لو احتفظا بالملكية.
وقد صرّح سيستروم لاحقًا بأن المال لا يجلب السعادة، بل يوفر فقط بعض الحلول.
اقرأ أيضًا: هل اقترب لاري إليسون من إزاحة إيلون ماسك عن صدارة قائمة المليارديرات؟
تأثير بيع الشركات الناشئة مبكرًا
في عام 2006، باع مؤسسو "رديت" Reddit، "أليكسيس أوهانيان" Alexis Ohanian و"ستيف هوفمان" Steve Huffman، المنصة إلى "كوندي ناست" Condé Nast مقابل 10 ملايين دولار فقط، بعد عام ونصف من التأسيس.
اليوم، وبعد طرحها للاكتتاب العام، تُقدّر قيمة "رديت" بأكثر من 45 مليار دولار، أي بزيادة تفوق 4,500 ضعفًا. أوهانيان، الذي واجه ظروفًا شخصية صعبة حينها، صرّح بأن المرض والموت غيّرا نظرته للحياة، ما دفعه لقبول العرض.
رغم أن بيع الشركات الناشئة قد يمنح المؤسسين الأمان المالي والموارد، إلا أن التجارب تُظهر أن التريث قد يؤدي إلى مكاسب أكبر.
فالمؤسسون الذين باعوا مبكرًا، مثل مؤسسي"يوتيوب" و"إنستغرام"، حصلوا على ثروات كبيرة، لكنهم خسروا فرصًا لمضاعفة تلك الثروات. في المقابل، من رفض البيع، مثل "زوكربيرغ"، حقق نجاحًا هائلًا.
