المليونير يعيش الرفاهية.. والملياردير يعيد تعريفها: السفر في عالم النخبة
رغم أن أصحاب الملايين وأصحاب المليارات يملكون ثروات كبيرة، إلا أن أسلوب حياتهم يختلف اختلافاً جوهرياً، فبينما يعيش أصحاب الملايين في رفاهية توازن بين الترف والحذر المالي، يعيش أصحاب المليارات في عالم تكاد تكون فيه الثروة بلا حدود، مما يمكنهم من اختبار نمط حياة مختلف كلياً.
ولعل هذا الاختلاف ينسحب على أساليب السفر أيضًا، إذ يعكس نمط الحياة وحجم الثروات.
ففي حين يعتمد أصحاب الملايين على وسائل مترفة، إلا أنها محصورة ضمن حدود معينة، بينما يختبر أصحاب المليارات تجارب استثنائية تعكس القوة التي يملكونها، من عقارات عديدة، إلى أساطيل من الطائرات واليخوت العملاقة، والمغامرات بين الفضاء وأعماق البحار، فلا يوجد شيء لا يمكنهم القيام به أو الحصول عليه، وهذا هو الفارق الأساسي، ثروات بلا حدود ورفاهية بلا قيود.
اقرأ أيضاً: عش الرفاهية التي عاشها العظماء: فنادق وملاذات استقبلت ملوكًا ومشاهير
الطائرات الخاصة: من الاستئجار العرضي إلى الاستعداد الدائم
بينما يستخدم أصحاب الملايين والبلايين الطائرات الخاصة على حد سواء، إلا أن منهجية ومعدل استخدامهم لها يختلف بشكل كبير.
فعادة ما يقوم أصحاب الملايين باستئجار طائرات خاصة، مثل Cessna أو Gulfstream، مرة أو مرتين في السنة، بحيث يكون أسلوب السفر هذا مخصصًا للمناسبات الخاصة، بينما يفضلون في معظم أسفارهم اعتماد السفر التجاري والاستمتاع برفاهية الدرجة الأولى.
أما أصحاب المليارات، فعادة ما يتملكون عدة طائرات خاصة بشكل كامل، بما في ذلك طرازات Gulfstream G650ER وBombardier Global Express، أو حتى طائرات أكبر حجماً توازي بحجمها الطائرات التجارية.
هذه الطائرات بشكل عام تكون مخصصة بديكورات داخلية فاخرة، وغرف اجتماعات وصالات واسعة، كما يحتفظون بطيارين وطاقم كامل يكون على أهبة الاستعداد على مدار الساعة، مما يتيح لهم السفر في أي لحظة يريدون.
بينما تختلف تكلفة الطائرات الخاصة بشكل كبير وفق الموديل والحجم، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر Gulfstream G650ER، المفضلة لأصحاب المليارات مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك، نحو 70 إلى 75 مليون دولار، فيما تصل تكلفة Bombardier Global Express إلى نحو 50 مليون دولار، أما الطائرات الضخمة مثل Boeing Business Jet، فيمكن أن يتجاوز سعرها 150 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك فإن تكاليف الملكية الشاملة، بما تتضمن من: الصيانة، الطاقم، المصاريف التشغيلية، تتخطى بسهولة مليون دولار سنوياً.
وهذا الوصول الدائم والفخم للسفر، يختلف تماماً عن استخدام أصحاب الملايين المحدود والعرضي للطائرات الخاصة، حيث يجسد المليارديرات السفر كجزء أساسي وسلس من أسلوب حياتهم لا كترف عابر.
تجارب الطعام: من مطاعم ميشلان إلى طهاة شخصيين
خلال السفر، تبقى تجارب الطعام عنصراً أساسياً لا يقل أهمية عن الوجهة نفسها، فهي مرآة لأسلوب الحياة، وأصحاب الملايين بشكل عام يعتبرون زيارة المطاعم الفاخرة الحائزة على نجوم ميشلان خيار بديهي للاستمتاع بوجبات طعام لذيذة خلال أسفارهم، حيث يتذوقون إبداعات أشهر الطهاة في العالم، وسط أجواء مترفة في مواقع فاخرة توفر خدمة لا يعلى عليها.
هذه التجارب التي تكون نادرة لعامة الناس، هي عادة لدى الأثرياء، خصوصاً أصحاب الملايين، الذين يعدون العملاء الرئيسين لهذه المطاعم، حيث يخصصون مبالغ ضخمة للتمتع بالمأكولات المبتكرة.
أما أصحاب المليارات، فإن لديهم مقاربة أخرى مختلفة للطعام، بحيث ينقلون المفهوم إلى مستوى شخصي بشكل كامل، فبدلاً من زيارة مطعم يملكه الطاهي الشهير، يقومون بإستقدام هذا الطاهي ليعد لهم وجبات مصممة خصيصاً وفق أذواقهم ورغباتهم، سواء في أماكن إقامتهم أو على متن اليخت الخاص أو حتى الطائرات الخاصة، وغالباً ما يقترن ذلك بحفلات مترفة، وحرص على تناول أجود الأنواع من المأكولات والمشروبات الباهظة جداً.
منازل صيفية مقابل جنات خاصة
امتلاك منازل خاصة لقضاء العطلات الفاخرة في وجهات مثل الريفييرا الفرنسية، آسبن أو غيرها من الوجهات الرائعة هو أمر شائع جداً بين أصحاب الملايين، الذين يبحثون عن الراحة والخصوصية والبيئة الجميلة لقضاء أوقات ممتعة والاسترخاء.
وغالباً ما تكون هذه المنازل مجهزة بأحدث وسائل الراحة، ومصممة بحيث توفر لهم عزلة كاملة بعيداً عن صخب الحياة اليومية.
أما أصحاب المليارات فهم ينقلون هذا المفهوم إلى مستوى مختلف كلياً، فبدلاً من امتلاكهم لمنزل عطلة فاخر، يقومون بتوسيع محفظتهم العقارية لتشمل جزراً خاصة في المالديف أو الكاريبي أو أي مكان يجدون فيه ما يبحثون عنه، أو مزارع شاسعة، أو حتى مجمعات عقارية ضخمة مجهزة بالكامل، بدءًا من طواقم العمل والصالات الرياضية والطهاة الخاصين وصولًا إلى الإجراءات الأمنية المتقدمة.
ولا تقتصر هذه الملاذات على كونها أماكن للإقامة، بل هي بيئات يمكن التحكم فيها بالكامل، با يتيح لهم الهروب التام من الحياة العامة، وإستضافة الأصدقاء وأفراد العائلة بخصوصية تامة.
نقطة أخرى تجسد الفارق بين أصحاب الملايين والمليارات حين يتعلق الأمر بمكان الإقامة، وهو أن الفئة الأخيرة تمنح الخصوصية وجمال العقار وما يوفره أهمية أكبر من موقعه، خلافاً لأصحاب الملايين الذي يعطون الموضع أهمية أكبر.
اليخوت: قوارب الترفيه VS القصور العائمة
الفارق في هذه الخانة واضح للغاية، سواء لناحية نوع وحجم ومعدل تخصيص واستخدام اليخت، فقد يمتلك أصحاب الملايين أو يستأجرون يخوتاً فاخرة، عادة لا يتجاوز طولها 80 قدماً، وذلك لكونها مثالية للإبحار الساحلي وإجازات عطلات نهاية الأسبوع.
وهذه اليخوت يتراوح سعرها بين مليون إلى خمسة ملايين دولار حسب التخصيص والشركة المصنعة لها ، وطبعاً هذا من دون التكلفة الحقيقية لامتلاك اليخت، والتي تشمل الصيانة والطاقم والتأمين وغيرها، وهذه اليخوت توفر الراحة والأناقة، ورغم فخامتها لكنها تعد متواضعة مقارنة بما يملكه أصحاب المليارات.
هؤلاء يملكون اليخوت الضخمة التي يتجاوز طولها 300 قدم، والتي تعتبر قصوراً عائمة بطوابقها العديدة، ومهابط الطائرات المروحية، وصالات السينما، والغواصات والأنظمة المتطورة التي تشمل تقنيات الحماية من القرصنة.
وتدار هذه اليخوت من قبل أطقم مؤلفة من عشرات الموظفين المتخصصين، الذين يقدمون خدمات على مدار الساعة، كما أنها مصممة لتوفير أعلى درجات الراحة والخصوصية والآمان، كي يتمكن مالكيها من الإبحار بأسلوب لا مثيل له من الفخامة والخصوصية.
وتكلفة هذه اليخوت العملاقة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، فعلى سبيل المثال، تباع اليخوت الفاخرة التي يترواح طولها بين 90 و 120 متراً بأكثر من 150 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك يواجه المالكون تكاليف تشغيلية كبيرة دائمة، تتراوح عادة بين 10 و20% من قيمة اليخت سنويًا، وهذه الفروقات الهائلة توضح كيف يستثمر أصحاب المليارات ليس في الرفاهية فحسب، بل في أنماط حياة شاملة، حيث تصبح يخوتهم هي ملاذاتهم الشخصية في البحار.
إقرأ أيضاً: وجهات سرية للأثرياء.. مغامرات فاخرة بعيدًا عن المقاصد الشهيرة
لوجستيات السفر وكفاءة الوقت
تعكس لوجستيات السفر الفارق الكبير بين أسلوب حياة كل فئة، خصوصاً لناحية ترتيب وتنظيم الرحلات، بحيث تتمحور كلها حول الحفاظ على أثمن مورد لديهم.. الوقت.
وفيما يتعلق بلوجستيات السفر لأصحاب الملايين، فإنهم يعتمدون كما قلنا على الدرجة الأولى في الطيران التجاري، في حال لم يستأجروا طائرة خاصة، أما للتنقلات الداخلية أو القصيرة فقد يستخدمون سيارات خاصة أو مقاعد الدرجة الأولى في القطارات، وطبعًا كل هذه الأمور يتم التعامل معها من قبل المساعدين الشخصين الذي ينظمون كل جوانب الرحلة.
أما أصحاب المليارات فنادراً ما يسافرون على متن رحلات تجارية، وغالباً ما يملكون فرق كاملة مخصصة للسفر، تتولى إعداد برامج رحلات مفصلة على مقاسهم، لتجنب أي تأخير أو ازدحام في صالات الانتظار.
أما للتنقلات القصيرة داخل المدن، فيتم بشكل عام استخدام المروحيات لتجاوز الزحام تماماً، كما يفعل رؤوساء الدول، وفي المطارات الدولية، يسهّل وضعهم المميز تجاوز نقاط الجمارك والتفتيش الأمني المخصص للعامة، مما يجعل انتقالهم أكثر سلاسة وسرعة.
وبينما يعتمد أصحاب الملايين على وسائل الراحة ومساعديهم لتسهيل رحلاتهم، يذهب أصحاب المليارات إلى أبعد من ذلك، بحيث يوظفون فرق كونسيرج متاحة على مدار الساعة، ووسائل نقل خاصة، وفرق أمنية جاهزة طوال الوقت لتقليل الوقت الضائع إلى حده الأدنى.
التجارب الاستثنائية.. من الفضاء حتى أعماق المحيطات
كلاهما يختبران تجارب فاخرة لا يمكن للعامة اختبارها، فمثلاً يمكن لأصحاب الملايين القيام برحلات سفاري في أفريقيا أو الانطلاق في رحلات استكشاف إلى القارة القطبية الجنوبية، تماماً كما يفعل أصحاب المليارات.
ولكنهم لا يستطعيون مجاراة أصحاب المليارات في مغامراتهم التي تتجاوز الحدود التقليدية، كرحلات السياحية الفضائية التي باتت نشاطاً شائعاً بين العديد من أصحاب البلايين اليوم.
كما لا يمكنهم امتلاك مختبرات بحثية شخصية على متن يخوتهم الخاصة، مثل بعض فاحشي الثراء، الذين يستخدمونها لاستكشاف أعماق المحيطات باستخدام تقنيات علمية متقدمة.
هذه التجارب غير العادية تجسد الحرية المطلقة التي يملكها أصحاب المليارات، لاستشكاف العالم وما وراءه وفق شروطهم الخاصة.
المنتجعات: أجنحة فاخرة مقابل الاستئجار الكامل
يملك أصحاب الملايين مقاربة أكثر تواضعاً من أصحاب المليارات حين يتعلق الأمر بالإقامة في المنتجعات، إذ يختارون الإقامة في أفضل الأجنحة المتاحة، حيث تتوافر لهم خدمات شخصية وخصوصية مطلقة.
أما أصحاب المليارات فيفضلون استئجار المنتجع بالكامل، ليصبح المكان مخصص لهم ولضيوفهم فقط، وهذا المستوى من الخصوصية يسمح لهم بالسيطرة الكاملة على البيئة التي يقيمون فيها، من قوائم طعام مصممة وفق أذواقهم، إلى الأمن الشخصي وبرامج الترفيه المخصصة، مع عزلة تامة تجنبهم إمكانية التواصل مع العامة.
