أعظم أفلام الحرب: حكايات البطولة التي صمدت في ذاكرة السينما
تسعى الأفلام الحربية إلى تقديم صورة حية عن واقع الحروب، من خلال نقل تجارب الجنود الميدانية والصراعات النفسية التي يعيشونها، وإبراز التضحيات والشجاعة التي تحلوا بها في مواجهة الخطر، لتخلّد بذلك قصص البطولة الإنسانية وتسلط الضوء على قيم الشجاعة والصمود التي تلهم الأجيال.
أهم الأفلام الحربية في تاريخ السينما
فيلم Saving Private Ryan
بطولة الفيلم جماعية لكوكبة من أبرز نجوم هوليوود على رأسهم توم هانكس، ومات ديمون، وتوم سايزمور، وإدوارد بيرنز، وباري بيبر، وفين ديزل، وجيوفاني وريبيسي، وجيريمي ديفيز. تأليف روبرت رودات، وإخراج ستيفن سبيلبرغ.
فيلم Dunkirk
في مدينة دونكيرك الساحلية الفرنسية، حاصر الجيش الألماني أربعمائة ألف جندي بريطاني وفرنسي جواً، بينما كان الطريق الوحيد للخروج عبر البحر. في ظل القصف المستمر واليأس الذي اجتاح الجنود، أرسلت بريطانيا أسطولها المنهك مع قوارب مدنية لإنقاذ المحاصرين.
الفيلم يسرد هذه الأحداث من خلال عيون جندي من القوات المحاصرة، وطيارين من سلاح الجو الملكي البريطاني، ومجموعة من المدنيين على متن قاربهم ضمن أسطول الإجلاء، بطولة فيون وايتهيد، باري كيوغان، مارك رايلانس، وتأليف وإخراج كريستوفر نولان.
فيلم Enemy at the Gates
خلال الحرب العالمية الثانية، تدور أحداث المعارك العنيفة في ستالينغراد، حيث تتقاتل القوات الألمانية والروس في كل حي تاركة وراءها الدمار والأنقاض. يبرز القناص الروسي فاسيلي زايتسيف في القضاء على الألمان واحدًا تلو الآخر، ما يضعف معنوياتهم، بينما يحاول المسؤول السياسي دانيلوف دعم الروح المعنوية بين المدنيين. تتعقد الأحداث حين يقع فاسيلي ودانيلوف في حب نفس المرأة، تانيا، إلى أن يظهر القناص المحترف كونيغ ليضع حداً لمهارات فاسيلي.
الفيلم بطولة جود لو، إد هاريس، جوزيف فاينز، وتأليف جان جاك أنو وآلان غودار، وإخراج جان جاك أنو.
فيلم Hacksaw Ridge
يتناول الفيلم القصة الحقيقية للجندي الأمريكي ديزموند ت. دوس، المسعف الذي خدم في معركة أوكيناوا خلال الحرب العالمية الثانية، ورفض إطلاق النار على أي شخص، ليصبح أول أمريكي يحصل على وسام الشرف من دون أن يطلق رصاصة واحدة.
الفيلم بطولة أندرو غارفيلد، سام ورثينجتون، لوك برايسي، وتأليف روبرت شينكان وأندرو نايت، وإخراج ميل جيبسون.
فيلم Pearl Harbor
فيلم All Quiet on the Western Front
أبرز النجوم الذين قدموا أدوار البطولة الحربية
براد بيت
قدّم العديد من أبرز النجوم أدوارًا متميزة في الأفلام الحربية، مثل دور قائد الفريق العسكري في فيلم Fury، حين واجه تحديات صعبة مع طاقمه أثناء تقدمهم عبر ألمانيا في أبريل 1945، ودور الملازم ألدو راين في فيلم Inglourious Basterds، الذي يقود مجموعة من الجنود اليهود الأمريكيين في فرنسا المحتلة لتنفيذ خطة انتقامية ضد القادة النازيين.
برادلي كوبر
نجح برادلي كوبر في تجسيد المعاناة النفسية التي يمر بها الجنود، من خلال دوره كالقناص الأمريكي كريس كايلي في فيلم American Sniper، المصاب باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ما جعله يعيش ذكريات الحدث الصادم وكوابيسه بشكل مؤثر. التزم كوبر بالخط الدرامي الذي حدده المخرج كلينت إيستوود، ما أكسب الفيلم إشادات واسعة على مستوى الأداء والدراما.
الفيلم من بطولة برادلي كوبر، سيينا ميلر، كايل غالنر، وتأليف جيسون هول، كريس كايل، سكوت ماكوين.
كيف ساهمت هذه الأفلام في تخليد صورة الجندي؟
لطالما كانت أسطورة البطل جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني، ومع مرور القرن الماضي أصبحت السينما أداة رئيسية لسرد قصص الأبطال وأفعالهم الملهمة، لا سيما في أفلام الحرب.
في ورقته البحثية بعنوان "الجندي البطل: تصوير الجنود في أفلام الحرب"، يوضح الباحث جافين إس. ديفي من جامعة جنوب فلوريدا كيف أصبح تصوير الجندي البطل أكثر إنسانية وقابلية للخطأ مع الزمن، من شخصية شبه إلهية لا تقهر إلى إنسان عادي يواجه صراعاته، نتيجة دمج سمات الشخصيات البطلة وغير البطلة في بعضها البعض.
تشير الدراسة إلى أن أفلام مثل Saving Private Ryan وHacksaw Ridge تُبرز الشجاعة والتضحية من خلال عمليات الإنقاذ البطولية، بينما أعمال مثل The Hurt Locker وThe Thin Red Line تركّز على معاناة الجنود خلال المعارك، مقدمة فهمًا أعمق لاضطراب ما بعد الصدمة، بما يشمل اليقظة المفرطة، والخدر العاطفي، وصعوبات العودة إلى المجتمع، مما يمنح الجمهور تقديرًا أكبر للصراعات النفسية التي يواجهها المحاربون القدامى بعد الحرب.
مع مرور الوقت، انتقلت أفلام الحرب من تصوير الجنود كأبطال شجعان إلى استكشاف أعماق مشاكلهم النفسية، ومشاعرهم المتضاربة، وحيرتهم الأخلاقية، لتُظهر الشخصيات كيف تتعامل مع الصدمات الداخلية بدل الاكتفاء بعرض الشجاعة فقط.
يعكس هذا التحول الثقافي اهتمامًا أكبر بقضايا الصحة النفسية، مع التركيز على إعادة التأهيل والدعم للمحاربين القدامى. من خلال تسليط الضوء على الصراعات الشخصية، تكشف الأفلام التكاليف النفسية للحرب، وتبرز أهمية الرعاية النفسية لأولئك الذين خاضوها.
كما تسعى بعض الأعمال الحربية مثل Dunkirk وLetters from Iwo Jima لإحياء الذاكرة التاريخية للمواقع الحربية، مقدمة رؤية سينمائية تجمع بين البعد الإنساني والبعد التاريخي للصراعات.
