إدريس إلبا يسطع في "A House of Dynamite" بمهرجان فينيسيا
في إطار مشوّق من الإثارة السياسية والدراما، شهد مهرجان فينيسيا السينمائي عرض فيلم "A House of Dynamite" من إخراج كاثرين بيغلو، الذي أثار إعجاب الحضور بفضل الأداء المذهل لإدريس إلبا في دور رئيس الولايات المتحدة.
الفيلم، الذي يروي أحداث أزمة نووية تتعرض لها الولايات المتحدة، تم عرضه في المسابقة الرسمية للمهرجان في ليلة الثلاثاء، حيث لقي ترحيباً حارًا وتفاعلًا غير مسبوق من الجمهور.
إذ استمر التصفيق الحار لمدة 11 دقيقة عقب عرض الفيلم، في دلالة قوية على تقدير الحضور للعمل الفني الذي سلط الضوء على التوترات النووية وقرارات الحكم في الأوقات الحرجة.
كانت لحظة قوية عندما نهض إلبا لمساعدة كاثرين بيغلو على الوقوف، ومن ثم قاموا معًا بالتصفيق مع الحضور، بينما ردت زميلته في العمل، ريبيكا فيرغسون، بإرسال القبلات إلى الجمهور الحماسي في قاعة "سالا غراند".
إدريس إلبا وكاثرين بيغلو في فيلم "A House of Dynamite"
الفيلم الذي تميز بالإخراج المثير والعميق لكاثرين بيغلو، يجسد لحظات من التأزم والتحديات التي يواجهها البيت الأبيض في ظل تهديد هجوم صاروخي وشيك على الأراضي الأمريكية.
كان لإدريس إلبا دور بارز في تجسيد شخصية الرئيس الأمريكي، بينما شاركت ريبيكا فيرغسون في أداء قوي كشخصية محورية داخل الفيلم.
هذه الكوكبة من النجوم تضم أيضًا كلًا من غريتا لي، أنتوني راموس، تريسي ليتس، جاريد هاريس، وغابرييل باسو، مما ساهم في تقديم عرض مميز وملموس في مهرجان فينيسيا.
وفي ظل الأجواء المشحونة بالدراما السياسية في الفيلم، تمكّن المخرج بيغلو من تكريس الواقعية في سرد الأحداث وصياغة مشاهد تعكس التوتر الذي يتنامى بين الشخصيات المختلفة في الغرف السياسية العليا.
عند اقتراب نهاية العرض، احتشدت الجماهير في المسرح، ولم يكن التصفيق وحده كافيًا، بل بدأ الحضور في ترديد اسم المخرج بيغلو بتصفيقات حارة وتكريم مستمر استمر حتى اللحظة التي بدأ فيها أفراد طاقم الفيلم، بمن فيهم بيغلو وإلبا، في مغادرة القاعة.
هذه التجربة الفريدة تؤكد على تأثير المخرجين والمنتجين في صناعة السينما العالمية وتسلط الضوء على قدرة الأفلام على تحفيز النقاشات الكبرى حول القضايا الراهنة.
اقرأ أيضًا: استوحِ إطلالتك اليومية الأنيقة من نجوم مهرجان فينيسيا
كاثرين بيغلو تناقش الأسلحة النووية وأمن العالم في فيلم "A House of Dynamite"
في المؤتمر الصحفي الذي تلى العرض، أكدت كاثرين بيغلو، مخرجة الفيلم، على الأبعاد السياسية والإنسانية العميقة التي يحملها العمل.
وأوضحت أن الفيلم ليس فقط عبارة عن دراما إثارة، بل هو دعوة للانعكاس حول الأزمات النووية والأمن العالمي.
وقالت بيغلو في حديثها: "آمل أن يكون الفيلم دعوة للحديث عن كيفية التعامل مع هذه الأسلحة، وكيف يمكننا التقليل من المخزون النووي بشكل عام".
وأكدت أن طرح الأسئلة حول فاعلية الأسلحة النووية في حماية العالم يمثل قضية محورية في الفيلم، حيث إن الفكرة الأساسية هي التساؤل عن كيفية أن يكون تدمير العالم وسيلة دفاعية فعالة.
هذه الرؤية، التي تسلط الضوء على السلام والعقلانية في التعامل مع الأسلحة المدمرة، تجعل من "A House of Dynamite" أكثر من مجرد فيلم إثارة سياسي. هو أيضًا نقد للسياسات العسكرية التي قد تقود العالم إلى حافة الهاوية.
كان العرض في فينيسيا بمثابة التفاعل المثالي بين الفيلم وجمهوره، حيث نجح العمل في تحفيز النقاش حول هذه القضايا الشائكة، ليصبح بمثابة مرآة تعكس التحديات العالمية التي قد نواجهها في المستقبل.
