دراسة تكشف ضعف مصداقية الذكاء الاصطناعي في الأزمات
كشفت دراسة حديثة نشرت في Corporate Communications: An International Journal عن تقييم مصداقية رسائل الأزمة التي كتبها البشر مقابل تلك التي أنشأها الذكاء الاصطناعي.
وخلصت الدراسة إلى أن الجمهور يفضل الرسائل المكتوبة بواسطة البشر خلال الأزمات، حيث يُنظر إليها على أنها أكثر مصداقية وفعالية في حماية سمعة الشركة.
تم اختبار هذا الافتراض من خلال سيناريو أزمة خيالية لشركة "Chunky Chocolate Company" التي تعرضت لانتقادات بسبب منتج ملوث، حيث قدم المشاركون تقييماتهم للرسائل التي تم إرسالها من قبل بشر مقابل تلك التي أُرسلت بواسطة الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: من كرة القدم إلى الرماية والملاكمة: عرض مدهش لمهارات الروبوتات باليونان (فيديو)
وأظهرت النتائج أن الرسائل البشرية سجلت تقييمات أعلى من حيث مصداقية المصدر والمحتوى وسمعة الشركة، حتى عندما كانت الرسائل متطابقة في المعلومات. ورغم التحسينات التي أظهرها الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى، كانت الرسائل المنسوبة للبشر أكثر قدرة على كسب ثقة الجمهور.
الذكاء الاصطناعي في الأزمات: أقل مصداقية من البشر
تم تصنيف الرسائل حسب مصدرها، سواء كانت من قبل بشري أو من قبل نظام ذكاء اصطناعي. المشاركون في الدراسة أظهروا تفضيلًا واضحًا للرسائل التي أُرسلت بواسطة بشري، حتى لو كانت الرسائل متطابقة من حيث محتواها العاطفي (مثل الرسائل المتعاطفة أو الاعتذارية).
الرسائل التي كتبت من قبل البشر حصلت على تصنيفات أعلى في مصداقية المصدر (4.40 من 7) مقارنةً بتلك التي كتبها الذكاء الاصطناعي (4.11). كما كانت الرسائل البشرية أعلى في مصداقية المحتوى وسمعة الشركة، ما يبرز أهمية العنصر البشري في الحفاظ على مصداقية الرسائل أثناء الأزمات.
اقرأ أيضًا: واتساب تختبر ميزة “الأصدقاء المقربين” لمشاركة الحالة
رغم أن الذكاء الاصطناعي أظهر تحسينات في قدرته على توليد محتوى يتسم بالاحترافية، إلا أن النتائج أظهرت أن الجمهور لا يزال يُفضل الرسائل التي تكون مصدرها بشريًا. هذه النتائج تدعم الفكرة التي تقول إن الذكاء الاصطناعي، رغم إمكانياته، قد يفتقر إلى العناصر الأساسية مثل التعاطف والشفافية التي يحتاجها الجمهور في مواقف الأزمات.
الذكاء الاصطناعي في العلاقات العامة: فرص وتحديات
على الرغم من التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن الدراسة تشير إلى أن هناك تحديات كبيرة في استخدامه في مجالات حساسة مثل التعامل مع الأزمات.
في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تحسين الكفاءة في العديد من جوانب العلاقات العامة، إلا أن النتائج تظهر أنه لا يزال من الضروري وجود العنصر البشري للحفاظ على المصداقية والقدرة على بناء الثقة في الظروف الحرجة.
يُحذر الباحثون الشركات من الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات، حيث قد يؤدي ذلك إلى إضعاف الثقة في رسائل الشركة. ورغم التحسينات المستمرة في الذكاء الاصطناعي، فإن التأثير البشري يبقى حيويًا في الحفاظ على سمعة الشركة خصوصًا عندما تكون مصداقيتها على المحك.
