من كرة القدم إلى الرماية والملاكمة: عرض مدهش لمهارات الروبوتات باليونان (فيديو)
شهدت مدينة أولمبيا القديمة جنوب اليونان عرضًا غير مسبوق للروبوتات الشبيهة بالبشر، التي قدمت مهارات متنوعة تضمنت لعب كرة القدم، الملاكمة الظلية، والرماية أمام الحضور. وأشار القائمون على الحدث إلى أن الروبوتات أظهرت حركات متذبذبة أحيانًا، واضطرت لإيقاف نشاطها لشحن البطاريات، ما يعكس الحدود الحالية للتقنيات الميكانيكية مقارنة بالقدرات الرقمية للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.
وقال ميناس لياروكابيس، أكاديمي يوناني ومؤسس الحدث، إن الروبوتات ستتجه أولًا نحو مهام فضائية قبل أن تصل إلى الأعمال المنزلية، موضحًا أن تحقيق أداء متقن في تنظيف المنازل أو غسل الصحون يحتاج أكثر من عشر سنوات من التطوير، لأن المهام العملية تتطلب مرونة وحركة دقيقة لا توفرها الأنظمة الحالية.
فجوة واضحة بين الروبوتات والذكاء الاصطناعي
أوضحت دراسة نشرت في Science Robotics أن الروبوتات البشرية الشبيهة متأخرة بما يقارب 100 ألف سنة عن الذكاء الاصطناعي الرقمي في التعلم من البيانات. وأكد الخبراء أن تدريب الروبوتات على المهام الواقعية مكلف وبطيء وصعب تسجيله مقارنة بالبيانات الرقمية، بينما يتطور الذكاء الاصطناعي بسرعة بسبب توفر ملايين النصوص والصور والفيديوهات.
اقرأ أيضًا: واتساب تختبر ميزة “الأصدقاء المقربين” لمشاركة الحالة
وشدد كين غولدبرغ، أستاذ في جامعة كاليفورنيا، على ضرورة دمج الهندسة التقليدية مع التدريب العملي على الأرض، مثل قيادة سيارات الأجرة أو فرز الطرود، ليتمكن الروبوت من جمع البيانات أثناء أداء مهام مفيدة. ولفت لويس سنتيس، أستاذ الهندسة بجامعة تكساس، إلى أن الشراكات بين الباحثين والشركات الكبرى تساعد على تسريع تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، مع استثمارات بمليارات الدولارات في هذا المجال.
شارك عدد من المخترعين في أولمبيا، أبرزهم مؤسس شركة Prosthetics Psyonic، الذي طور يدًا صناعية توفر تغذية حسية، وقال إن البيانات المكتسبة من البشر تُستخدم لتدريب الروبوتات على محاكاة الحركة الطبيعية. كما عرض هون وينج تشونغ من شركة Cortical Labs جهازًا بيولوجيًا يحتوي على خلايا دماغية حية لتعليم الروبوتات التفكير والتكيف مع المعلومات.
وأوضح المنظمون أن الهدف من الحدث هو تقديم تقييم واقعي للتقدم في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، مع التركيز على المهارات التي يمكن تنفيذها عمليًا، بعيدًا عن المهام الصعبة مثل رمي القرص أو القفز العالي، والتي تتطلب تصميمات خاصة لا تعكس القدرات الفعلية للروبوتات الحالية.
وأشار التقرير إلى تفوق الشركات الصينية في عرض الروبوتات علنًا مقارنة بالمنافسين الأمريكيين، مع استعراض تجارب مثل Tesla Optimus وBoston Dynamics Spot، ما يعكس التطور السريع في مجال الروبوتات على مستوى العالم.
