من مكة إلى العالم.. رحلة خالدة لملك العود طلال مداح (فيديو)
برز اسم الفنان السعودي طلال مداح كأيقونة خالدة في مسيرة الفن السعودي والعربي، ليُعرف لاحقًا بلقب "صوت الأرض". وُلد في مكة المكرمة عام 1940، وأظهر منذ سنواته الأولى شغفًا واضحًا بالعزف على آلة العود التي رافقته طوال مشواره الفني.
وفي عام 1958، دخل عالم الاحتراف عبر الإذاعة السعودية حين قدّم أغنيته الشهيرة "وردك يا زارع الورد"، التي شكّلت نقطة تحول في مسار الأغنية المحلية وحققت انتشارًا واسعًا.
ومع مطلع الستينيات، تألق نجمه عربيًا وشارك في حفلات كبرى بمصر ولبنان، ليكرّس حضوره كواحد من أبرز الأصوات العربية التي تجاوزت حدود الجغرافيا، ويصبح رمزًا فنيًا يتغنى به الجمهور من المحيط إلى الخليج.
اقرأ أيضًا:Snoop Dogg يحول رماد سجائره إلى لوحات فنية
ألقاب طلال مداح ودوره في تطوير الأغنية السعودية
لم يكن طلال مداح مجرد مطرب، بل كان أيضًا ملحنًا وموسيقارًا ترك بصمته على أجيال كاملة من الفنانين، من أبرزهم محمد عبده الذي استفاد من ألحانه في بداياته.
ألقابه المتعددة مثل "ملك العود" و"فنان الخليج" و"صوت الأرض" لم تكن مجرد ألقاب إعلامية، بل كانت اعترافًا بدوره الريادي في ترسيخ هوية الأغنية السعودية والخليجية.
ورغم الشهرة الكبيرة، تميز طلال بتواضعه وحبه للحياة البسيطة بعيدًا عن الأضواء، وهو ما أكسبه محبة إضافية من جمهوره. كما كان أول فنان سعودي يُعرض له شريط رسمي في مهرجان الجنادرية، ليُكرّس مكانته كرمز وطني للفن والثقافة. وقد عُرف أيضًا بقدرته على المزج بين الأصالة والتجديد، ما جعله مدرسة موسيقية قائمة بذاتها أثرت في الأجيال التالية.
إرث طلال مداح ورصيده الخالد في قلوب الجماهير
رحل طلال مداح عن عالمنا في مشهد درامي عام 2000، حين سقط على خشبة مسرح مهرجان أبها وهو يغني لجمهوره، ليترك لحظة رحيله مأساة فنية توازي عظمة مسيرته.
اقرأ أيضًا: ليلة مصرية لبنانية.. محمد رمضان يلهب جمهور بيروت بأغنية مفاجئة
ورغم مرور أكثر من عقدين، فإن إرثه ما زال حاضرًا، إذ تبث أعماله على الإذاعات وتُعاد في الحفلات كأيقونات لا تُنسى. كان طلال يردد دومًا أن رصيده الحقيقي ليس الأموال، بل محبة الناس، قائلاً: "رصيدي الحمد لله كبير جدًا، ملايين يعني، بس مو ريالات.. رصيدي هو حب الجمهور لي، وأنا أعتبر أن هذا أحسن رصيد وأكبر رصيد".
اليوم، يبقى طلال مداح مدرسة فنية استثنائية، ورمزًا سعوديًا عربيًا تجاوز حدود الفن ليصبح جزءًا من وجدان الشعوب. أعماله وألحانه لم تخلّد اسمه فقط، بل أرست دعائم الأغنية السعودية كجزء أصيل من التراث الموسيقي العربي.
