سام ألتمان: أطفال اليوم لن يكونوا أذكى من الذكاء الاصطناعي
أشعل سام ألتمان (Sam Altman)، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، موجة واسعة من الجدل بعد تصريح أدلى به خلال مقابلة مع الصحفية الأمريكية كليو أبرام (Cleo Abram).
قال ألتمان بوضوح: "لا يوجد طفل يولد اليوم سيكون أذكى من الذكاء الاصطناعي". هذا التصريح لفت الأنظار عالميًا، إذ اعتبره البعض إعلانًا صريحًا بانتهاء حقبة تفوق العقل البشري.
تصريحات ألتمان جاءت في ظل التقدم المتسارع للتقنيات خلال العقد الأخير، حيث أظهر الذكاء الاصطناعي قدرات غير مسبوقة، من التفوق على أبطال العالم في ألعاب معقدة مثل الشطرنج، إلى إنتاج أعمال إبداعية في الأدب والفن. هذه الطفرة جعلت من كلماته رسالة تحذيرية بقدر ما هي توصيف لواقع يتشكل بسرعة.
اقرأ أيضًا: ميزة مرتقبة في "يوتيوب ميوزك".. هل تتحول قوائم التشغيل إلى شبكات اجتماعية؟
الجدل حول تفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان
أحدثت كلمات ألتمان انقسامًا حادًا بين المختصين والجمهور.
يرى المنتقدون أن قياس الذكاء لا يقتصر على قوة المعالجة الحسابية أو سرعة تحليل البيانات، بل يتعداه إلى مجالات أعمق تشمل الإبداع، المشاعر، الأخلاق، والقدرة على التفاعل الاجتماعي.
هؤلاء يعتبرون أن هذه الصفات الإنسانية لا يمكن محاكاتها بدقة عبر الخوارزميات، وأن التفوق الآلي لا يعني بالضرورة إلغاء قيمة الإنسان.
في المقابل، يؤيد آخرون رؤية ألتمان ويعتبرون أن الذكاء الاصطناعي قد يفتح الباب أمام حلول كبرى للبشرية، مثل ابتكار علاجات للأمراض المستعصية، مواجهة تغير المناخ، وتحقيق اختراقات علمية تعجز العقول البشرية وحدها عن إنجازها.
هذا الجدل يعكس انقسامًا عميقًا حول مستقبل البشر: هل سيكونون مهددين بفقدان ريادتهم الفكرية، أم مستفيدين من شريك جديد يوسع قدراتهم؟
مستقبل الأجيال مع الذكاء الاصطناعي
بعيدًا عن الصراع الفكري، شدد سام ألتمان على ضرورة التعامل بجدية مع هذه التحولات. فهو يرى أن على المجتمعات العمل على تنظيم الذكاء الاصطناعي وتطوير أطر قانونية وأخلاقية لاستخدامه، بما يضمن خدمة الإنسان بدل تهديده.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: الذكاء الاصطناعي يوفر ساعة يوميًا للموظفين
الأسئلة التي يثيرها التصريح تتعلق بمستقبل التعليم والعمل والهوية الإنسانية في عصر قد تتفوق فيه الآلة على الإنسان في معظم المهام الذهنية.
كيف سيتعلم الأطفال إذا كان الذكاء الاصطناعي هو المرجع الأذكى؟ وكيف ستُعاد صياغة سوق العمل إذا صارت أغلب الوظائف المعرفية من اختصاص الآلة؟ هذه التساؤلات لا تحمل إجابات سهلة، لكنها أصبحت ملحة مع التسارع التقني الحالي.
المؤكد أن كلمات ألتمان لن تبقى مجرد تصريح عابر، بل ستظل محورًا لنقاش عالمي متواصل حول مكانة البشر في المستقبل ودورهم في عالم يزداد فيه نفوذ الذكاء الاصطناعي.
